تراسل الحواس في شعر الشيخ أحمد الوائلي

الملخص AR

عرض البحث إلى تراسل الحواس، و هو شكل من أشكال بناء الصورة الذي يعتمد على نقل مدركاتت حاسة من الحواس إلى مدركات حاسة أخرى، يستعملها الشاعر لمداعبة خيال المتلقي و تحفيزه لسبر أغوار الصورة ؛ لأن الصورة تتحرك بخلاف المألوف، فالمسموع يوصف بصفات الملموس و الشم يوصف بصفات البصر ٠٠ و غيرها، و قد برزت هذه الظاهرة بشكل جلي في العصر الحديث لا سيما عند الشعراء الرمزيين.

تطرق البحث إلى تراسلات الشيخ الوائلي و قد لمسنا أن للعوامل النفسية أثرا فاعلا في بلورة هذه الصورة و إنتجايتها مستفيدا من إمكانيات الحواس المختلفة، و قد زين هذا النمط الرمزي صورة، و برز في شعره بروزا واضحا ؛ و لعل ذلك يعود لعدة بواعث منها : الحالة الشعورية المتوترة التي أحسن بها الشاعر، و قد تكون إما لفقد عزيز أو انفعاله برؤية منظر أثر يه و استولى على خياله، أو انفعاله بموقف اجتماعي يؤرقه و يأخذ تفكيره.

و ثمة عوامل تعد أكثر تفاعلا في نفس الشاعر، من أهمها : الغربة و الحنين، و الشوق الكبير للمراقد المقدسة، و لبلده و مدينته و مرابع الطفولة، و هذه البواعث و غيرها تمتزج في نفس الشاعر فيعمد إلى خلط الأشياء المحسوسة و تحويلها إلى رموز عميقة، تنمو بطريقة حيوية، يبعدها خياله عن العالم الواقعي و يصبها في أشكال تؤثر في عمق المتلقي و تستأثر اهتمامه.

و قد قام الوائلي بذلك فجعل (للعيون أصواتا) و جعل (الأذن تشرب) و (العين تسأل) و (العتاب مر المذاق) و (و الورد يضحك)...

و غيرها.