ملاحظات حول تحقيق كتاب منهاج البلغاء و سراج الأدباء لحازم القرطاجني

الملخص AR

خلص هذا البحث إلى تسجيل جملة من المؤاخذات النسخية و التحقيقية و الطباعية على النسخة المحققة و الوحيدة من كتاب منهاج البلغاء لحازم القرطاجني التي حققها الأستاذ محمد الحبيب بن الخوجة، وسع إلى تصويبها أو تقريبها من الصواب بالاعتماد على تخصص الباحث و اشتغاله في المادة البلاغية و النقدية للكتاب، و ليس في ذلك ما ينتقص من المجهود الكبير الذي بذله الأستاذ المحقق، أو يغمط فضيلة السبق التي حازها بإيصال كتاب المنهاج إلى متناول القارىء محققا مطبوعا.

و لعل مدة التحقيق-التي ذكرها الأستاذ المحقق في افتتاحية مشروعه، حين قال : (( مكثت عامين كاملين لا أنقطع عن العمل و الدرس بأحد هذه المراكز الثلاثة1 إلا لقضاء ساعات بمكتبة اللغات الشرقية، أو المكتبة الوطنية أراجع بها بعض الكتب القيمة المخطوطة و نحوها من أمهات البحث))2-كانت غير كافية للنهوض بمشروع تحقيق لكتاب من مستوى كهذا من التداخل و التعقيد و الصعوبة و كثرة المفقودات.

إذا كانت عجلة الأعوام عند المحقق قد تسببت في ظهور بعض علامات القصور على عمله فإنها عند الناسخ القديم عجالة أيام، لا سيما إذا حرص على إنجاز أكبر عدد من نسخ الكتاب و بيعها في زمن قصير، و بالأخص عند وجود تجار يزمعون الرحيل إلى بلدان أخرى تطلب فيها تلك النسخ، فإن ذلك يوقع الناسخ-بحكم السرعة -في كثير من الإسقاطات و الاختلالات، و إذا كانت غاية الناسخ التجارية قد تبرر وجود بعض تلك الأخطاء، فإن غاية المحقق كانت و يجب أن تكون دائما مكرسة لإصلاح مثل تلك الاختلالات بعد إطالة النظر و تعميقه في البناءات السياقية لنصوص الكتاب، و التثبت من الأبعاد المقصدية لمؤلفه في كل نص، و هو الأمر الذي لم يبد مكتملا في تحقيق هذا الكتاب، فكان هذا البحث مساهمة متواضعة في التخفيف من المشاكل التي تواجه قارىء المنهاج و تيسير الاستفادة من مادته العلمية.