الروم والإشمام و الاختلاس عند القراء السبعة

الملخص AR

الروم و الإشمام و الاختلاس : عبارة عن ظواهر صوتية، و حركات فنية تميزت بها لغة القرآن الكريم عن سائر اللغات، و لا تضبط هذه الظواهر إلا بالتلقي و السماع من أفواه الشيوخ العارفين.

و القراءات القرآنية هي الفن اللساني الوحيد الذي حافظ لنا على لهجات العرب المتعددة و ما الإشمام لغة (عامة أسد، و قيس، و عقيل) و إخلاص الكسرة لغة (قريش، و كنانة) و الاختلاس لغة (أسد، و تميم) إلا دليل صريح على ذلك.

كما نقل الصحابة-رضوان الله عليهم-لظاهرة الروم و الإشمام و الاختلاس من في رسول الله بهذه الطريقة المتناهية في الدقة دليل على أنهم تلقوا القرآن من النبي حرفا حرفا، لم يهملوا منه حركة و لا سكونا، ولا إثباتا و لا حذفا، و لا دخل عليهم في شيء منه شك و لا و هم و صدق الله القائل (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)] الحجر : 9[ فلقد كانوا أداة جليلة من أدوات حفظ الله-تعالى-للقران الكريم.

و تميزت قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات (أحد القراء السبعة) بالإشمام في بعض الحروف، و لعل البيئة التي عاش بها (الكوفة و محيطها) كان لها الأثر الكبير في اختيار حمزة لهذه الظاهرة الصوتية.

كما تميزت قراءة الإمام أبي عمرو البصري (أحد القراء السبعة) بالخفة في كثير من حروف قراءته و هذا ما رغبها إلى الناس و ساعد على انتشارها في كثير من الأقطار الإسلامية قبل انتشار قراءة حفص عن عاصم (منتصف القرن الثالث الهجري).