البرنامج اليومي للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال سنته

الملخص AR

لكل مؤمن في حياته أسوة، و أسوتنا هو خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم بدليل قولة تعالى : "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب : 21) و لكن، فيما تكون الأسوة بخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ؟! في خلقة ؟ و هو الذي شرّف بأقدس اعتراف من السماء إلى الأرض : "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم : 4) في تشريعاته وبيانه لأحكام القرآن ؟ و هو من خاطبه الله بقوله : "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (النحل : 44).

في رحمته بالمؤمنين و سياسته الحكيمة لأمته ؟ و هو من نزل فيه قرآن يتلى على رؤوس الأشهاد : "فَبِمَا رَحمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران : 159).

و من أجل هذا لم يعرف التاريخ رجل منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى يوم الناس هذا قد نقلت لنا تفاصيل حياته و دقائق تصرفاته.

و لا نعلم سيره قد نفحت و حققت و محصت كما فعل بسيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و بحثنا هذا يتناول علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الوقت كإنسان، لا من جانب واحد و لكن من جوانب متفرقة : - كيف كان برنامج النبي صلى الله عليه وسلم اليومي؟ - و ما أبرز خصائص تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الزمن؟ - و كيف كان ليله و نهاره ؟ مساؤه و صباحه ؟ بكره و أصيله ؟ سحره و ظهيرته ؟ كل هذا من خلال السنة النبوية التي قسمت اليوم إلى محطات بليله و نهاره و بأجزائه و أنائه من سار عليها حقق حياة سعيدة و متوازنة.