التناص مع الشخصية التراثية في شعر البرودني

الملخص AR

جاء هذا البحث في التناص مع الشخصية التراثية عبر آليات الحوار و الاستدعاء و الإشارة، ليكشف عن جانب مهم من جوانب الرؤية الشعرية الحداثية العربية التي عمد إليها البردوني في سبيل تحقيق البنية الشعرية المتفاعلة مع النصوص السابقة عبر مختلف الفضاءات و الحقول الدلالية.

و قد أكد البحث أن البردوني لم يكن غائبا عن التحولات التي شهدتها حركة الحداثة الشعرية العربية، و إنما كان جزءا من حركتها و تشكلها.

فالمتأمل في نص البردوني يجده قائما على امتصاص و تحويل عدد من النصوص السابقة و الدخول معها في علاقات تناصية جدلية، حيث يحرص الشاعر على لعبة الحضور و الغياب للنص السابق في نصه اللاحق، و هو يتقن توظيف الشخصية التراثية اتقانا لافتا ينم عن دراية و وعي بمجريات التاريخ و بحضور الشخصية و دورها، فضلا عن معرفته الدقيقة بالإيحاءات المرافقة للشخصية، و لا سيما لتلك الشخصية ذات الحضور الفاعل المؤثر في حركة الواقع المعاصر مع اختلاف المسميات و الأقنعة.

و قد وقف البحث على الآليات التي وظفها البردوني ابتداء بآلية الحديث إلى الشخصية التي يعمد إليها حين يحس أن الشخصية لا تحمل ملامح تجربته الذاتية، و إنما تجسد بعدا موضوعيا من أبعاد تجربته الموضوعية، و انتهاء بالشخصية رمزا، عبر آلية الإشارة التي يعمد إليها للإفادة من طاقة الرمز و لإشراك المتلقي في العملية التفسيرية أو التأويلية للنص، مرورا ببقية الآليات مثل آلية الحوار مع الشخصية التي يعمد معها إلى تحويل النص إلى (مونولوج) طويل، أو عدة (مونولوجات) متتابعة يصبح النص معها من أشبه ما يكون بأسلوب الحكي.

و ختاما نأمل أن يكون هذا البحث بما كشف عنه، قد أسهم في إضاءة زاوية من زوايا تجربة شعرية مهمة لعملمِ من أعلام الشعر اليمني، و العربي عموما، و بين آليات اشتغال البردوني في تناصه مع الشخصية التراثية، محققا ما وعد به.