دور مصرفي الثورة اليمنية 1962-1967م

الملخص AR

يمكن القول بأن المتغيرات السياسية في اليمن في الفترة 1962-1967م، كانت فترة حاسمة من النضال و الدفاع المستميت من أجل الثورة و كان لعبد الناصر، الدور المميز و الكبير في درء أخطار المتهالكين على استثمار الحرب الأهلية اليمنية، لاستبقاء اليمن على هامش التاريخ..

و لولا الدور القيادي للزعيم جمال عبد الناصر، و دعمه العسكري، لما طال عمر الثورة بل كان مقدرا لها أن تموت بين فكي المنظومة القبلية المتدثرة بفكرة الإمامة، و النظام السعودي بوجه خاص الذي حارب الثورة بماله و عتاده.

و كان من نتائج ذلك النضال العظيم و الكريم الذي قدمته، مصر في عهد عبد الناصر، لليمن لا يقدر بثمن، و الذي ضحت مصر بفلذات أكبادها، إيمانا صادقا، بفكرها القومي العروبي، الذي ما زال أبناء اليمن يتنسمون عبيرها الخلاق.

خلق هذا النظام جسورا بين اليمن، و العالم، و تمكن اليمنيون من الانخراط في المشاركة في العلاقات بينهم و بين العالم من حولهم.

لقد عاشت اليمن فترة أمل و نهوض تعليمي وعمراني خلال فترة النضال ثم حصل انكسار ثوري تمثل ذلك بحركة الخامس من نوفمبر 1967م، عندما تصالحت القوى المحافظة في الصف الجمهوري مع القوات الملكية التي ناهضت الثورة طوال سبع سنوات، و زاحمت هذه القوى المحافظين، و فرض النظام السعودي بآلية جديدة تمثلت بدعم غير مسبوق للقوى الملكية، و أدى ذلك إلى حصار صنعاء، لمدة سبعين يوماً، ثم انتكست القوى الملكية و حقق الشباب الثوار الانتصار..

إلا أن مخالب الماضي، و قوى الحقد داخل الصف النوفمبري، قام بتصفية هؤلاء الشباب في اغسطس 1968م، و تم استدراج من تبقى منهم أواخر عام 1969م، و تصفيتهم، و كان آخر هؤلاء المناضلين، الشيخ أحمد عبد ربه العواضي، الذي كسر حاجز الطوق في حصار صنعاء..

و مع ذلك فإن اليمن حقق تقدماً مشهوراً رغم أنف أعدائه بفضل أبنائه المخلصين.

و لم يكن عبد الناصر بعيدا عن الأحداث التي تلت انسحاب قواته من اليمن، فقد أرسل معدات حربية أثناء حصار صنعاء و حرص على متابعة الأحداث بنفسه خوفاً من تكالب القوى الرجعية على ثورة سبتمبر التي ارتوت بدماء مصرية و يمنية، و نجحت القوات اليمنية في ردع قوى البغي و الارتداء مستلهمة من عبد الناصر، الإرادة و الصمود..