سياسة بني العباس تجاه أفريقية و المغرب 132-148 ه

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى محاولة تتبع السياسة التي انتهجها الخلفاء العباسيون الأوائل تجاه المغرب و مظاهر و خلفيات هذه السياسة و خاصة التجربة الأموية التي بنى علهيا العباسيون تعاملهم مع المغرب و سنتناول في هذا البحث السياسات التي انتهجها خلفاء الدولة العباسية وصولاً إلى تفهم للدوافع التي جعلت بني العباس ينتجونها و نتائجها على أفريقية و المغرب.

لقد كان الشائع بين المؤرخين أن العباسيين فضلوا العجم من فرس و ترك على العرب في إدارة الأقاليم و في الإدارة المركزية في بغداد و هذا صحيح في المشرق لكن الصورة في المغرب و أفريقية مختلفة تماماً.

فقد حرض العباسيون على سيادة العنصر العربي في المغرب و على تقوية الولاة و إعطائهم سلطات و صلاحيات كبيرة –على عكس الوضع في العهد الأموي.

و سوف يدرس الباحث الأسباب التي جعلت الدولة العباسية تتعامل مع المغرب بطريقة تختلف عن تعاملها مع أقاليم الخلافة الشرقية ثم يستعرض الدوافع التي جعلت الخليفة أبا العباس السفاح و من بعده المنصور يقبل بعبد الرحمن بن حبيب و اليا على إفريقية بالرغم من معرفة المنصور المسبقة بأحوال أفريقية و المغرب بسبب صلاته القديمة بتلك الأنحاء.

و أخيراً تحرك الدولة العباسية عندما سادت الفوضى أفريقية و المغرب بسبب سياسات عبد الرحمن بن حبيب و خلفاءه عندما أرسل المنصور و إليه على مصر محمد بن الأشعث الخزاعي لإعادة أفريقية إلى حضيرة الدولة و لم يتوانى عن ذلك بالرغم من الأخطار التي كانت محدقة بالدولة، و التي تمثلها ثوارت أبناء عبد الله بن الحسن المحتملة و التي قامت بالفعل في وقت يكاد أن يتزامن مع العمليات العسكرية في أفريقية أي سنة 145هـ.