فاعلية المادة في المنحوتات الفخارية الرافدينية لعصر القرى الزراعية

الملخص AR

يعنى هذا البحث بأجراء دراسة لإبراز خاصية المادة و فاعليتها في المنحوتات الفخارية الأنثوية للأدوار الحضارية (حسونة، سامراء، حلف، العبيد) كنوع من الخطاب الفكري التي يبثها الرافديني بشكل منحوتات خاضعة لمجموعة من المهيمنات العقلية و المعتقدات الفكرية و الاجتماعية.

و التي تميز بها سكان القرى الزراعية و الكامنة في بنائية و أسس تنظيمه لها، و قد جاء هذا البحث كضرورة ثقافية و علمية و معرفية و حضارية ذلك لأن ديمومة تلك المنحوتات بمادتها البسيطة و التي اختلفت و بنفس الوقت تميزت بها عن المواد الأخرى، تعد من التكوينات المهمة التي احتوت جانبا مهما من الفكر الرافديني القديم و ما منحه للمجتمع البشري من تسليط الضوء على المعتقدات الدينية و السحرية و التقاليد الاجتماعية التي كان لها الحضور المتميز في فن تلك المنحوتات بشكل خاص.

إذ كانت واحدة من إبداعات ذلك الفكر و التي تميزت بخصوصيتها لما تحمله من مفاهيم فكرية من جهة و ما تمتلكه من أنظمة تشكيلية قد تميزت بسمات فنية خاصة من جهة أخرى.

شمل هذا البحث أربعة فصول.

تضمن الفصل الأول مشكلة البحث وأهميته والحاجة إليه .وهدف البحث إلى : تعرف فاعلية المادة في بنية المنحوتات الفخارية الأنثوية الرافدينية.

أما حدود البحث فقد تحدد بدراسة نماذج المنحوتات الفخارية الأنثوية لعصر القرى الزراعية (حسونة، سامراء، حلف، العبيد).

و اهتم الفصل الثاني بدراسة الإطار النظري فجاء في مبحثين، اهتم المبحث الأول بعرض آليات اشتغال العمل الفني الفخاري في العراق القديم، و ضم المبحث الثاني سياقات فن الفخار الرافديني.

مع التطرق للمؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري، لما لذلك من علاقة بخصوصية موضوع البحث و طبيعة هدفه.

و تناول الفصل الثالث إجراءات البحث و تحيدا مجتمع البحث و اختيار العينة و تحديد أداة البحث مع إجراء دراسة تحليلية لعينة البحث المنتخبة.

و جاء الفصل الرابع مخصصا لإدراج النتائج التي تم التوصل إليها من خلال الدراسة التحليلية للعينة والمثبتة تفصيليا في ثنايا هذا الفصل و من ثم التوصل للاستنتاجات و نذكر منها : 1- اختيار المادة( الطينة) لم يكن أمرا عشوائيا تحكمه الصدفة بل يحكمه الإدراك العقلي و الخبرة الفنية.

2- حققت المنحوتات الفخارية الأنثوية كينونتها و استقلاليتها بالتحقيق التقني الذي يكشف المساحة الواسعة التي تتحرك بها مادة (الطين) و معالجتها التقنية من حرق و تلوين بالأكاسيد مما حقق نتيجة مهمة لصالح فاعلية المادة في تلك المنحوتات.