جماليات التشكيل المكاني في مقامات بديع الزمان الهمذاني

الملخص AR

ترك بديع الزمان الهمذاني مدينته همذان، رحالاً من مدينة إلى أخرى، بحثاً عن المدينة الأفضل، بعد انتشار مظاهر الفساد السياسي و الاجتماعي خلال حكم البويهيين.

إن كثرة رحلات الهمذاني أكدت له أن المكان، سواء أكان عاماً أم خاصاً، كان واحداً، حيث انتشر اللصوص و العيارون و المحتالون و المكدون.

و جاءت الدراسة لإبراز جماليات المكان، للكشف عن المحتالين، و تنبيه الناس على السذاجة و الغفلة، كي لا يقعوا ضحايا لهم.

و ركزت الدراسة على هيمنة المكان على باقي مكونات السرد في مقامات الهمذاني، و إبراز جماليات التشكيل المكاني : العام والخاص، مع التركيز على جماليات أبعاد المكان الزمنية، و الاجتماعية، و الفيزيائية، و النفسية، فضلاً عن إبراز جماليات المكان الفنية.

و انتهت الدراسة إلى بيان نجاح الهمذاني في توظيف ذلك كله في خدمة غاياته، الأخلاقية و التربوية و السياسية، في فضح المحتالين، و الكشف عن حيلهم، و الحد من انتشارهم، بعد أن وجدوا في كل مكان، لتكون مقاماته صرخة احتجاج فنية على سوء الأحوال في عصره، و تنبيهاً للناس على السذاجة و الغفلة، و أخذ الحيطة و الحذر من هؤلاء المحتالين.