جمع القرآن و دوره في المحافظة على العربية و توحيدها

الملخص AR

يأتي هذا البحث، في إطار الدراسات اللغوية الاجتماعية (علم اللغة الاجتماعي) التي ترى أن الظاهرة اللغوية، يمكن ان تؤثر في سيرها، و ذلك حينما يكون من الممكن أن يقام، على القواعد التي يكشفها علم اللغة، بحوث فنية ترشدنا إلى ما ينبغي عمله في مختلف الشؤون اللغوية : فترشدنا إلى تقعيد الكتابة، و إلى حمل الناس على لغة واحدة، و إلى تهذيب مصطلحاتها، و توسيع نطاقها، و ترقية لهجاتها العامية ...إلخ.

و لا يتم ذلك إلا حينما يكون من الواجب اعتبارها من قبل السكان المعنيين لغة يمكن تعلمها.

يعرض هذا البحث تجربة المسلمين الأوائل ؛ النبي صلى الله عليه و سلم، و صحابته الكرام، في الرؤية اللغوية النافذة، بتجربة فريدة، أساسها التخطيط اللغوي المحكم، فجاء التدبير البشري، وفاقا للتدبير الكوني(إن علينا جمعه و قرآنه) (سورة الفرقان، آية 17) .

و هو يقوم على دعامة أساسية، قوامها : التدبير المحكم بجمع الأمة (أي حملها) على حرف، فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم إليه التوحيد اللغوي المشترك؛ ليقطع دابر الخلاف بين أبناء الأمة، فقام من أول ساعة بكتابة آيات الذكر، التي كانت تترل عليه ولاء .

و تابعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن في الصحف و فقا للعرضة الأخيرة، و أتم سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه نسخه في المصاحف.

و هذه الرؤية – من النبي صلى الله عليه وسلم، و من صحابته الكرام – شاهد جلي على رؤية لغوية فريدة، جمعة الأمة و عصمتها من فتنة الأختلاف.