التشكيل الصوتي و إنتاج الدلالة في شعر المعتمد بن عباد

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة التشكيل الصوتي، و آثارها المعنوية و النفسية عند الشاعر الأندلسي المعتمد بن عباد (ت 488ه) ، محاولا تبيان دور وحداتها الفاعلة في إثراء النغم و إنتاج الدلالة ، و قد عالج البحث هذه الظاهرة عبر ثلاث دوائر رئيسة هي : دائرة الحوف ، و دائرة الألفاظ، و دائرة العبارة.

ففي دائرة الحروف وظف المعتمد الأصوات اللغوية في شعره توظيفا بارعا، حيث عكست تلكم الأصوات حركات النفس العميقة، و ما يمور في خلجاتها، و أسهم في إبراز كوامن الشعور، و أعان على رسم الصورة الشعرية، و أثرى الإيقاع الداخلي ثراءً واضحاً.

الأمر الذي يؤكد أن للجانب الصوتي دوراً مهما في الدلالة الشعرية.

كما استعان شاعرنا كثيرا بحوف المد- خاصة في شعر النكبة و المحنة- مستثمراً القيم الصوتية لها ، متمكنا بذلك من تصوير المعاني و تجسيد المشاعر.

كما عمد شاعرنا إلى تشديد الصوت، مبالغا في دلالته، و مضفيا عليه قوة و عنفا.

و من مكونات الإيقاع الداخلي – التي تتصل بالحوف – التصريع، و قد اتكأ المعتمد على هذه الوسيلة الإيقاعية كثيراً، ليلفت القارئ، و ليجمع فكره، و ليغير نبرة النغم عندما يرين جو من الرتابة على سمع القارئ و حواسه، فضلاً عنةأنه يعطي مؤشرا لحالته النفسية التي يتقاسمها الحزن و الاغتراب في آن واحد.

وفي دائرة الألفاظ استغل المعتمد طاقات اللفظة الدلالية و النغمية للتعبير عن تجربته الشعرية كالتجنيس، ورد الأعجاز على الصدور، و التكرار، و الاتكاء على الفعل الرباعي، و التوشيع، و الطباق، و المقابلة.

أما في دائرة العبارة فقد عمد شاعرنا إلى التناغم على مستوى العبارات، مستخدماً تراكيب متناسقة، و أوزاناً متسقة، متكئا على ظاهرة الترصيع اتكاءً كبيراً، حيث وجدناه يؤلف بين التراكيب في نسق صوتي معين يتناغم مع العاطفة التي يعبر عنها.