بلاغة السرد في كتب المعراج بين الفلسفة و التصوف

الملخص AR

كان لرحلة الإسراء و المعراج النبوي أثر فعال في كتب المعراج عند الفلاسفة و الصوفية، فقد اتخذ الفلاسفة من المعراج شكلا يواري رؤاهم الفلسفسة، و اتخذه الصوفية أنموذجا و مثالا لهممهم الصوفية و لإبداعاتهم ; في قصص: (حي بن يقظان) لابن سينا ، و(الغربة الغريبة) للسهروردي ، و (حي بن يقظان) لابن طفيل من الفلاسفة، ومعراج أبي يزيد البسطامي، و كتاب (الإسرا إلى المقام الأسرى) لابن عربي من الصوفية.

و هي سرد جمع بين خطاب الحكاية و بنائها السردي مع جماليات بلاغية في الصورة و الأسلوب و البديع..

دفعتني لاختيار موضوع : (بلاغة السرد في كتب المعراج بين الفلسفة و التصوف..

دراسة أسلوبية) سعيا إلى كشف المهارة الفنية البلاغية في تقنيات لغة السرد، و ربطها بمكونات النص السردي في : الحكاية و الخطاب، و في إطار المنهج الأسلوبي في النظرة إلى بناء العمل الأدبي من أصوات و مفردات و جمل و نص ضمن رؤية فكرية أو ثقافية.

و انقسم البحث إلى مقدمة و تمهيد و أربعة محاور و خاتمة و نتائج و توصيات.

فقد تناولت المقدمة : موضوع البحث و دواعيه و هدفه و منهجه و صعوباته و الدراسات السابقة عليه و خطته.

و تناول التمهيد : مستوى الخطاب من الخارج باعتبار النص رسالة بين المخاطب: المؤلف الحي و المؤلف الضمني، و المخاطب : القارئ الحي و القارئ الضمني.

و من الداخل : سرد (ذاتي أو موضوعي) بين السارد و المسرود له وزاوية الرؤية، و مستوى الحكاية من : شخوص و أحداث و عقدة و حل ، يحركها الخطاب.

و تناول المحور الأول : بلاغة الصوت في لغة السرد في قصص المعراج : تشكيل موسيقيا الخارجية و الداخلية في قربها من الشعر; ففي مالت الموسيقى الخارجية في الفواصل عند رواتهم إلى السجع المطرف، و السجع المرصع و الجناس مع الترادف و الترديد و الموازنة، و في الموسيقى الداخلية تداخل في حشو الفواصل السجع و الجناس و الترديد و التضاد.

و تناول المحور الثاني : بلاغة المفردات في سرد قصص المعراج : أنواع دلالات : الإشارية في الميل مفردات القاموسية مع التناص و الترادف و التضاد، و الرمزية : في مفردات اصطلاحية و أخرى مؤولة بالاصطلاحية ، التصورية في التشبيهات و الاستعارات الجزئية الظاهرة مع الرمز.

و تناول المبحث الثالث : بلاغة التركيب في سرد قصص المعراج: تنوع النظم عند رواة كتب المعراج- تبعا لزاوية الرؤية الخيالية- بين : الجمل الاسمية الطويلة و الجملة الفعلية المتوسطة و القصيرة و التقديم و التأخير و الترابط بالعطف.

و تناول المحور الرابع : بلاغة النص في سرد المعراج : بناء النص في قصة سردية و رمزية استعارية المركبة ظاهرها رمزي هو المشبه به ، يتمثل في خروج الفيلسوف أو الصوفي ، و لقائه بالدليل في رحلة لحدود العالم ، ثم عروجه به العالم العلوي حتى لقاء الحق مثل الإسراء النبوي..

و باطنها المشبه الحقيقي ، و يمثل رؤية المؤلف الضمني ، و هو الطريق إلى الله...

بدءا بمجاهدة النفس ، ثم الترقي في الأحوال و المقامات ..

حتى الغيبة عن الذكر و مخاطبه تعالى و مناجاته في الغيبة و الإفاقة.