رثاء الزوجة في الشعر العباسي : الرؤية و التشكيل

الملخص AR

يرصد هذا البحث الظواهر الموضوعية في شعر رثاء الزوجة و كيف أن الحدث الفاجع قد جعلهم يميلوا إلى تأمل المأساة التي دهمتهم كما توقف البحث عند البكاء الذي يعد من أهم مظاهر حزن الشعراء على رحيل زوجاتهم حيث أكثر الشعراء العباسيون من الحديث عن استجداء العيون لعل الدمع يطفئ ما في قلوبهم من توقد جمر و حرقة ألم كما تحدث الشعراء عن الحزن حديثا ظهرت فيه قروح المأساة مصورين وقع ذلك النبأ الفاجع عن أحشائهم المتقدة و قلبهم المصدع و لم يكتف الشعراء العباسيون بالحديث عن لوعة الفقد و تصوير حزنهم الملتاع بل وجدناهم يتوقفون عند مناقب زوجاتهم التي طواها الموت ولم ينسى الشعراء المفجوعون تصوير حال إطفالهم أمهاتهم عنهم متحدثين عن ذلك اليتم الذي حل بهم و كيف أنهم قد افتقدوا به جنانهن وفء مشاعرهن كما توقف البحث عند حديث الشعراء عن قبور زوجاتهم التي لم تعد مكانا مثيرا للآلام و مفجر اللاسى عندهم بل صارت مكانا حبيبا عزيزا إلى نفس كل شاعر مفجوع.

قد أثار البحث أيضا إلى تخلى الشعراء المفجوعين عن الصبر و قد علل ذلك بشدة الفاجعة التي أصابتهم حيث أفقدتهم صوابهم فتركتهم يهزون تاركين وقار المؤمن الذي يجب أن يستمسك به وقت نزول المصيبة كما أشار البحث إلى تفرد الطفرائى بتصوير لحظة احتضار زوجة من بين رفاقه المفجوعين و قد أوضح البحث الوسائل التي جسد بها هؤلاء الشعراء فجيعتهم مثل الاستعارة بنوعيها التشخيصية و التجسيدية و كذا التشبيه بأنواعه المختلفة التي اتكأو عليها و بخاصة التشبيه البليغ و لم يقتصر الشعراء في بناء صورهم على المجاز وحده بل اعتمدوا على التصوير عن طريق الحقيقة راسمين بها صورا غنية الإيحاء ثرية الدلالات مجسدين بها مصابهم الفادح الجسيم كما اعتمد الشعراء المفجوعون في تجسيد اساهم و تصوير حزنهم على البديع و أشهر أنواعه التي وظفوها الطباق و الجناس و الترصيع و قد توقفت الدراسة عند بعض الأنماط الأسلوبية التي شاعت عند شعراء رثاء الزوجة مثل أسلوب المونولوج الداخلي و أسلوب الحوار الخارجي و أسلوب الخطاب و التسليم على القبر و الدعء له بالسقيا واتكاء الشعراء على بعض الصيغ الجاهزة و العبادة العتيقة.

و أخيرا توقف البحث عند الموسيقا فقام بإعداد إحصاء يبين النسب المئوية للأوزان الشعرية و كذلك قام بإعداد احصائي يوضح النسب المئوية لحروف الروى في شعر رثاء الزوجة و قد أظهرالبحث ميلا كبيرا من جانب الشعراء للأصوات المجهورة كي أظهر البحث ايضا ميل الشعراء الى الزوى المكسور الذي يحاكي ألمهم و انكسارهم الذي سيطر عليهم بعد الفاجعة.