واقع نظام التأمين الاجتماعي في الجزائر

الملخص AR

يهدف التامين في الواقع إلى تقديم الضمان و الأمان للأشخاص ضد المخاطر التي لا يمكن توقعها و معرفه درجه خطورتها و الإضرار المترتبة على ذلك.

و قد كان الإنسان في القديم يعتمد في هذا المجال على ادخاره الخاص و الذي تبين له مع مرور الزمن انه مهما كانت ثروته فانه في الكثير من الحالات لا يستطيع تغطيه نتائج الإخطار بادخاره الشخصي، و التي قد تصيبه في شخصه و ماله أو تنعكس على الغير.

و بهذه الصورة يقوم التامين على فكرة التعاون، حيث يجتمع الأشخاص الذين يتوقعون حدوث نفس الخطر فيتعاونون على دفع التعويض لمن يصيبه منهم ضرر من رصيد المشترك من مساهمه الجميع.

و يتخذ التعاون في هذا المجال شكلان : الشكل الأول : التامين التبادلي (التعاوني) حيث يتفق عدد معين من الأشخاص على تامين مخاطر محدده، بدفع كل واحد منهم الاشتراك أو قسط معين و ذلك لتغطيه الخسائر التي يتعرض لها أي واحد من هؤلاء طوال مده التامين.

أما الشكل الثاني فيتمثل في التامين عن طريق الاكتتاب لدى مؤمن معين (شركه تامين) و دفع أقساط ثابتة تتحدد في عقد التامين الذي يتم إبرامه بين المستأمنين و شركه التامين و هنا تبدوا صورة التعاون اقل وضوحا مقارنه مع الشكل الأول، حيث انه بالرغم من إن شركه التامين تقوم بدور الوسيط بين المستأمنين إلا أنها تعمل من جهة أخرى على تحقيق الربح و لذلك يطلق على هذا النوع من التامين (التامين التجاري) الذي يعتبر القسم الأول من أقسام التامين.

أما القسم الثاني فهو التامين الاجتماعي والذي يقوم على مبدءا التضامن الاجتماعي و يصطلح عليه في الكثير من التنظيمات بالضمان الاجتماعي، فهو يخضع إلى مجموعه من القوانين و التنظيمات التي تعمل كلها في اتجاه واحد و هو ترسيخ مبدأ حماية الفرد و أسرته و دخله من الإخطار التي تتعلق بالطبيعة الفسيولوجية و الاجتماعية للإنسان (مرض، بطالة، وفاة، و غيرها) و مقابل ذلك يدفع الفرد اشتراكا معينا و محددا وفق قواعد مضبوطة يسمح له من الاستفادة المادية في حاله تحقق الإخطار المغطاة.