المعافر بين الخبر و الأثر

الملخص AR

تعد المعافر أحد الأقاليم التي استمرت فترة ليست بالقصيرة بعيدة عن صراع القوى المختلفة في الوديان الشرقية من بلاد العرب الجنوبية.

لكن ربما تعرضت المنطقة خلال الثلث الأول من الألف الأول قبل الميلاد لمحاولة السيطرة الأوسانية.

غير أن ذلك استمر فترة معينة انتهت تحت ضربات القوة العسكرية_القبلية للحلف الذي قاده كرب إل وتر، و الذي تكون من سبأ و حضرموت و قتبان، مع نهاية القرن الثامن قبل الميلاد.

و شغل إقليم المعافر في التاريخ القديم مساحة واسعة شملت ما يعرف الآن بمحافظة تعز كاملة, بل زادت في بعض الجهات.

إذ كانت تمتد من باب المندب و عدن جنوبا حتى جبل صبر شمالا و من المخاء و شرعب غربا حتى خدير و بلاد الاغابرة و الجند شرقا.

و قد ذكرت المصادر الوصفية الكلاسيكية بأنها المنطقة التي كانت حاضرتها مدينة السواء و أن حاكمها كليبوس (كليب).

كذلك كتب عنها الإخباريون العرب الجنوبيون في العصور الوسطى المبكرة، مثل الهمداني و الخزرجي و ابن الديبع و نشوان الحميري و آخرين.

في هذا البحث سنحاول أن نورد تلك المعلومات التي تتحدث عن هدا الإقليم, و عن مدنه الأساسية و كذلك بقية الأجزاء التابعة لهذا الإقليم و التي وردت في المصادر الإخبارية و النقشية.

و من ثم سنتحدث عن أهمية المعافر في التاريخ اليمني القديم .

و الدور الذي لعبه هذا الإقليم في التجارة الدولية و خدمته للقوافل التجارية التي كانت تربط بلاد العرب الجنوبية (اليمن القديم) بشرقي افريقية و حوض المحيط الهندي من جهة و مناطق الشرق الأدنى القديم و حوض البحر المتوسط من جهة أخرى.

و فضلا عن ذلك ابرز الأهمية الاقتصادية و الثقافية لهذا الإقليم (منتجاته الزراعية و الحرفية و دوره الحضاري ؛ كمنطقة تواصل بين تلك المراكز التي ذكرناها سابقا).

و بعباره أخرى سنتحدث عن الظروف السياسية و الاقتصادية و العسكرية التي مر بها إقليم المعافر، خلال حقبة زمنية تمتد لحوالي ألف و أربعائمة عام، أي حتى نهاية القرن الرابع الميلادي .