إدارة مقومات سياحة التراث تطبيقا على مدينة الإسكندرية

الملخص AR

يمثل التراث المادي صدى لتقنيات و مهارات و وصفات انتقلت عبر الأجيال و خضعت لنفس قوى التقاليد المحافظة و التنويعات الفردية التي يخضع لها التراث الشفهي.

و من المسائل التي يهتم بها التراث المادي : كيف يبنى الناس في المجتمعات التقليدية بيوتهم، و كيف يصنعون ملابسهم، و كيف يشكلون أدواتهم و معداتهم و يصممون أثاثهم و أدواتهم المنزلية ...الخ.

و حين يولى دارس التراث المادي اهتمامه لهذه العناصر فهو لا يدرسها في ذاتها و لذاتها، فالفهم المعاصر لدراسة الأشياء المادية يضع في اعتباره الإنسان الموجود وراءها الذي يستخدمها و يعتمد عليها.

و عناصر التراث الشعبي ليست استاتيكية ثابتة دائما كما يتصور البعض، كما أن استمراريتها لا تعني بالضرورة أن تظل محتفظة بكل سماتها و خصائصها الموروثة و لكنها تخضع بطبيعة الحال لعمليات تغير و تجديد مستمر.

فالتحليل التاريخي لعناصر التراث يكشف لنا أن جانبا–يختلف مقداره من ثقافة لأخرى-لم ينشأ أصلا في المجتمع الذي نعيش فيه، و لم ينبت على أرض ثقافتنا التي نتناولها بالتحليل و الدراسة.

فبعض هذه العناصر قد يكون مستعاراً من ثقافات أخرى من خلال ما يحدث من عمليات الاتصال الثقافي.

و حتى في حالة استمرار بعض عناصر التراث محتفظة بسماتها و خصائصها الموروثة، فإن الثقافة تضفى عليها مدلولا جديدا أو تخلع عليها وظائف مغايرة.

و هذا ما يمثل جزءا من التحولات التاريخية التي تطرأ على عناصر التراث و التي تكشف عن الطبيعة الدينامية لشخصية شعب من الشعوب.

و قد اشتق "وليام جون تومز" عالم الآثار الإنجليزي في عام 1846م مصطلح "فولكلور" ليحل محل التعبير "التراث الشعبي" أو الأثريات الشعبية.

و يريد الفولكلور أن ينشئ من جديد التأريخ الفكري للإنسان لا كما تمثله كتابات الشعراء و المفكرين المرموقة، بل كما تصوره أصوات العامة الأقل جهارة.

و علم التراث أو الفولكلور هو علم تاريخي، يحاول أن يلقى الضوء على ماضي الإنسان و يحاول أن يصل إلى أغراضه ليس عن طريق التأملات و الاستنتاجات المبنية على أفكار مجردة يسلم بها سلفاً، بل باستخدام طرائق القياس التي تحكم–عند التحليل الأخير-سائر الأبحاث العلمية الطبيعية أو التاريخية.

و يطبق بذلك منهج البحث المقارن على مادته.