الإعلام الجديد : النظام و الفوضى

الملخص AR

تتناول هذه الدراسة موضوع الإعلام الجديد كظاهرة شموليّة بدأت في الاتساع منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن.

و يمثّل التطوّر في هذه الظاهرة حقل الجاذبية الذي جلب إلى دائرته أكثر من اختصاص في مجال العلوم الإنسانية و الاجتماعية و في العلوم الصحيحة كذلك.

كما تناقش هذه الدراسة إشكالية النظام و الفوضى (Order and Chaos) التي بدت لنا بمثابة السمة البارزة للإعلام الجديد، و التي استعرناها من مجال الرياضيات و الفيزياء بعد إفراغها من خصائصها الفيزيائية.

فحالة النظام، تكشف عنها مظاهر التطور التقني الذي ساعد على ظهور فاعلين جدد في مجال الإعلام و الاتصال، كما ساعد على نمو قطاع الأعمال و الخدمات و تطوره في المجتمع.

أما حالة الفوضى، فهي من صنفين: صنف تعرب عنه نزعة التخلي عن التقاليد الإعلامية المعمول بها في الإعلام الجماهيري التقليدي، و تجاوز الضوابط السائدة في صناعة المضامين الإعلامية و الاتصالية، و صنف آخر متمثل في تدفق غير مسبوق للمفاهيم و المصطلحات التي بدأت تحدث نوعاً من التلوث المفاهيمي في المجال.

و الأصل في هذا التضاد (النظام-الفوضى)، هو ظهور ما يعرف بصحافة المواطن.

التي قلبت منظومة الإعلام الجماهيري، و حولتها من إعلام الضبط (Socialization) إلى إعلام الاستقطاب (Polarization).

و من الضروري، في مثل هذا الحال، أن ينكب الدارسون و المشتغلون بالقضايا النظرية و الإيبستمولوجية في هذا الإعلام، على إعادة النظر في مضامين التكوين و التدريب الإعلاميين، بما يستجيب إلى خصائص المرحلة الراهنة.

كما يلوح من الضروري أيضاً إعادة النظر في ما كان يعرف بالسلطة الرابعة.