حصن الكرك في عهد الاحتلال الصليبي : دراسة سياسية عسكرية

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على حصن الكرك خلال فترة الاحتلال الصليبي منذ تشييده في سنة 537هـ / 1142م في عهد الملك الصليبي فولك الانجوي Fluke Anjou (526-538هـ / 1131- 1143م)، كما تناول البحث أيضا الأسباب التي دعت إلى بنائه و النتائج المترتبة عن تشييده، فضلا عن تتبع الحكام الصليبيين الذين تعاقبوا على حكمه و أبرزهم رينو شاتيون Renoud Chatillon و الذي شكل إسناد حصن الكرك إليه نقطة تحول هامة و خطيرة على الأصعدة السياسية و العسكرية و الاقتصادية.

فمن الناحيتين السياسية و العسكرية يمثل حصن الكرك خط الدفاع الأول عن مملكة بيت المقدس الصليبية و الحارس القوي المنيع الذي يحميها من هجمات المسلمين من جانبيها الشرقي و الجنوبي، و فضلا عن تمتع حصن الكرك بموقع استراتيجي هام بين الشام و مصر كان يراقب تحركات المسلمين بين جناحي دولتهم دمشق و القاهرة، أما من الناحية الأقتصادية فتعد الكرك اكبر بارونية يرد منها عائد اقتصادي للمملكة الصليبية بما تحصل عليه من رسوم تفرض على القوافل التجارية المارة عبر أراضيها و بما تفرضه من ضرائب على محاصيلها الوافرة بالغلات الكثيرة، و بذلك كانت القلب النابض لمملكة بيت المقدس الصليبية، و هي بحق مفتاح الطرق العسكرية و الأقتصادية للمسلمين، و فوق ذلك كله تناول البحث الحملات العسكرية الأربع التي قادها الناصر صلاح الدين الأيوبي لتحريره و كان آخرها في سنة 584هـ / 1188م و التي انتهى فيها حصن الكرك الصليبي.