المنظومة التصميمية للبيانات التعليمية في إطار الثورة الرقمية

الملخص AR

لا شك في أن التطور الكبير والملحوظ الذي طرأ على وسائل الأتصال - بظهور الثورة الرقمية في القرن العشرين ( ثورة المعلومات والأتصالات ) و تطورها بشكل هائل في الحقبة الأخيرة منه و بداية الحقبة الأولى من القرن الحادي و العشرين - قد أثر بشكل واضح في الأنشطة الحياتية، و بدء التحول التدريجي من الأنشطة العادية إلى الأنشطة الرقمية وخصوصا مع تعاظم الاستفادة من إمكانات شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).

و إحلال منطق جديد وكيان مختلف لمجتمع آخر، يمكن أن نسميه "المجتمع الرقمي".

و نظراً لقدرة الثورة الرقمية على تحويل كافة المعلومات و البيانات إلى معلومات رقمية، يسهل التعامل معها بأوجه جديدة مختلفة عما سبق، فقد سادت تأثيراتها كافة أوجه الحياة، و أثرت بشكل كبير في كل الأنشطة الحياتية وما تتطلبه هذه الأنشطة من تجهيزات و فراغات و غيرها.

و قد فاقت تأثيراتها كل ما هو متوقع، بل أصبحت هناك قفزات حضارية تهز كيان المجتمع من آن لآخر.

وتأتي أهمية هذا البحث في أنه يسلط الضوء على التأثيرات الحالية و المتوقعة للثورة الرقمية على البيئات التعليمية في المستقبل القريب، حتى يتنبه واضعي سياسات التعليم و مخططي الخدمات التعليمية إلى هذه التغييرات، بحيث يؤخذ ذلك في الأعتبار حال وضع الأستراتيجيات اللازمة.

ولتحقيق الأهداف فإن البحث يعتمد على المنهج التحليلي الأستشرافي، الذي يبني نظرة حالية و مستقبلية لمنظومة البيئات التعليمية ، من خلال دراسة الواقع و ما يحدث هذه الأيام وما هو متوقع الحدوث في المستقبل القريب.

ولهذا فإن البحث ينقسم إلى خمسة أجزاء ؛ يتناول الجزء الأول نبذة مختصرة عن الثورة الرقمية وتأثيراتها على البيئات التعليمية.

بينما يتناول الجزء الثاني استخلاص المشكلة البحثية وأهداف البحث ومنهجه.

أما الجزء الثالث فيقدم الدراسة التي تم وضعها في بعدين هما ؛ الأنشطة التعليمية الرقمية كسمة في عصر الثورة الرقمية، والبيئات التعليمية الرقمية كأنماط جديدة في عصر الثورة الرقمية.

وفي الجزء الرابع يتم مناقشة منظومة البيئات التعليمية في عصر الثورة الرقمية و أبعادها التصميمية .

و تأتي الاستنتاجات العامة و التوصيات المقدمة في الجزء الخامس و الأخير.