القيم الأسلوبية و الدلالية للربط في الجملة العربية

الملخص AR

يدرس هذا البحث الربط و تأثيره على صنع الكلام الوارد فيه و ما يؤديه من وظيفة تتبع الرابط على مستوى الجملة و التركيب بحسب ما أقره النحويون مع التفريق بين الربط و الارتباط، فالجملة النحوية هي كل كامل الأجزاء لا يقبل التفتيت، تتجسد فيها العناصر أو الأجزاء التي تكون نواة للنظام اللغوي الكبير، و تحليل تلك الجملة تحليلا دقيقا و شاملا يوجب على الباحث أو الدارس المرور بالأنظمة اللغوية التي تكون في حصيلة جمعها نظاما واحدا يمارسه متكلمو تلك اللغة، لأن اللغة نظام اجتماعي دقيق جدا.

و مثلما تحاول اللغة أن تحقق لنفسها الألفاظ الدالة على خوض أبنائها تحاربها تحاول أيضا إيجاد الأنظمة التي تجعل ألفاظها متسقة في علاقاتها و معانيها إذا ما انضوت هذه الألفاظ في جمل و تراكيب و سياقات، و من هنا كان النحو-في حقيقته- دراسة العلاقات و هي منتظمة في جملها من رفع و نصب و جر، و ما تؤديه هذه العلاقات المعبرة عن الحالات الإعرابية المختلفة من دلالات مختلفة.

و يترتب على ذلك أن هناك علاقات تربط هذا الحد بغيره على وفق نظام خاص إذا ما فارق المتكلم جزءا منها عد كلامه غير مؤد دلالته المقصودة، و تلك العلاقة بين الألفاظ داخل الجملة تعد مفهومة و تجعل أجزاء الجملة متماسكة حتى يصعب التفريق بينها، و يمكن إطلاق، (القرينة المعنوية) على مثل هذا النمط من العلاقات و انطلاق المتكلم في بناء جملته أو جمله المتعددة من عملية الإسناد فعلية كانت الجملة أم اسمية.

ومن خلال كثير من الأمثلة تبين أن الربط-جوهرة- هو علاقة سياقية نحوية مجتبلة بين حدين باستعمال واسطة لها الدلالة على تلك العلاقة، و لذلك صح القول : أن الربط اجتلاب المتكلم في ممارسة أنماط لغته اجنلابا تركيبيا بمساعدة الأدوات الرابطة الدالة على وقوع الربط في الجمل و التراكيب و السياقات و بمساعدة الضمائر التي تفيد العود.

و لئن اختلفت طرق الربط من حيث جوهرها فإنها كثيرا ما تشترك في استعمال نفس القرائن، لذلك وجب أن تعتبر تلك الأدوات قرائن لفظية تتحدد وظيفتها بحسب السياق الذي ترد فيه و أن لا تسند إليها في حد ذاتها قيمة ثابتة.