اشكالية الوحدة الوطنية في السودان : أثر البيئة الجغرافية للدولة في تكوينها السياسي

الملخص AR

إن إشكالية الوحدة الوطنية في السودان و مواجهة الدولة لحركان متمردة و انفصالية قادت للإحتراب بين جنوب البلاد و حكومتها المركزية في الشمال، لا تعود بالضرورة للإرث الاستعماري كما يسود الاعتقاد و بخاصة ترسيم الحدود السياسية الجغرافية للدولة بدون مراعاة للتباين الأنثنوغرافي فيها.

ذلك لإن كثيرا من الول ذات التنوع العرقي و الديني و اللغوي قد حافظت على تماسك وحدتها الوطنية و بنائها السياسي حتى وهي على مستوى الدول النامية في حين أخفقت بعض الدول الغربية المتقدمة في حل مشكلات الوحدة الوطنية و الحركات الانفصالية فيها، لإن ذلك يؤكد حقيقة أن تثبيت دعائم الوحدة الوطنية في أي دولة إنما يقوم على أسس عقد سياسي اجتماعي يستند على مفاهيم و مبادئ سياسية هي المسئولة عن بناء القومية الوطنية السياسية الواحدة.

غير أن تلك الأسس و هذه المفاهيم و المبادئ، و لكي تتخطى حالة عدم وضوح الرؤية السياسية لها في الول التي تتباين فيها البيئات الجغرافية و الثقافية كالسودان، و لكي تتخطى أيضا كل مردودات التباين و التنوع الأنثوغرافي في البلاد ثم قضايا التنمية المتوازنة فيها، فإنه ينبغي أن تتكئ عل تفسير علمي و تحليل دقيق للبنية الجغرافية.

فالبنية الجغرافية السودانية هي الوعاء الذي يحمل كل الخصئص ابيئية و الحضارية للبلاد و التي يقوم عليه التركيب السياسي-الاجتماعي كما يحمل ذات الوعاء موارد البلاد الطبيعية و البشرية و التي تبنى عليها أساسيات التخطيط الاقتصادي التنموي المتوازن و هذا ما ينبغي أن يقوم عليه البناء السياسي لدولة الوحدة الوطنية.