شعرية الأمكنة الخفية : مقاربة في جمالية المكان في الشعر الفلسطيني

الملخص AR

انطلاقا من مفهوم البحث عن الحماية و اللجوء فإن هذه الدراسة تحاول البث في جماليات المكان الخفي في بعده النفسي و الظاهراتي، و لذلك تعتبر فكرة الحلم و التمركز في الذات، من أنواع الإقامة في القصيدة، باعتبارها أمكنة خفية و موضوعا مهيمنا يلخص هاجسا سيكولوجيا لذات شاغرة تبحث عن اللجوء و الحماية.

و عندما نتعمن في قول درويش "وطني قصيدتي" فإن مفهوم المكان يأخذ شكلا خاصا مغرقا في التأملية و يجعل من القصيدة أو الصورة الشعرية وطنا لفيا و أرضا خفية تلجأ إليها الذات و يحتمي بها الشاعر كلما أوصدت دونه أبواب الوطن.

و لذلك فإن شعرية المان الخفي تعتمد في تجلياتها على عملية تحويل دائم للغة و للصورة الشعرية، و هي في أبعادها الدلالية و الرمزية تؤسس لمفاهيم الاحتماء و البحث عن الألفة و تعيد صياغة الواقع لينسجم مع حلم الذات و ليحقق وجودا خاصا في الداخل الأليف في مقابل الخارج.

و من خلال ما يكشفه الشاعر من أمكنة داخلية خفية فإنه يعيد بناء الواقع بواسطة اختلاق كون خاص متخيل، يستمد معالمه و عناصره الشعرية بالارتكاز على التأملات الذاتية و أحلام اليقظة و الذاكرة الطفولية لا على انفلاتا و هروبا و انعزالية، و إنما باعتبارها تأملا واعيا و خلاقا يتيح للذات إعادة بعث المكان و التمسك به.

فأرض القصيدة تحول إلى صورة كونية تفتح العوالم المغلقة، كما تحقق الانسجام مع الذات من خلال أبعاد نفسية تمزح بين التأملات و الأحلام و الذاكرة.

تحاول هذه الدراسة استجلاء شعرية المكان الخفي من خلال قراءة نماذج التأملات الذاتية و صور الحلم قراءة تمزج بين المقربة الظاهراتية و النفسية.