النقد الغربي للفكرة الديمقراطية : النظرية و التطبيق

الملخص AR

قد يبدو لكثير من الشرقيين أن مناهضة أو نقد الديمقراطية معناه رفض كل ما له صلة بالحرية و المساواة و العدالة، و تأييد ل مظاهر القهر و البطش.

لقد تحولت الديمقراطية عندنا إلى مفهوم سلطوي، يخشى الباحثون التعرض له بالدراسة و النقد، و الغربيب ةأن هذا ليس هو موقف الغربيين أنفسهم ؛ فالديمقراطية عندهم كغيرها من الأسكال الحكم الأخرى، و هي ليست النظام الأمثل دائماً.

الأصول التاريخية للمفهوم الديمقراطي للحكم يرجع للفكر اتليوناني، فهو نقطة الإنطلاق في راسة تاريخ الفكر و التطبيق الديمقراطي الغربي، و مع ذلك فإن المفهوم الديمقراطي للحكم في التقاليد اليونانية جاء متبايناً مؤيد و معارض، و لو نظرنا إلى الديمقراطية في الخبرة الرومانية سنجد أنها تقدم معارض ثابتة للديمقراطية كنظام وحيد للحكم.

لم تعرف أوروبا في العصر الوسيط المفهوم الديمقراطي للحكم، فالظلام الذي عاشت فيه آنذاك حجب عنها النور الذي كان يشع من الشرق الإسلامي.

لقد انبثق عصر الانهضة في أوروبا فقط عندما تم استبعاد تدخلا الكنيسة الكاثوليكية في نطاق العلم، و في مجال السياسة على السواء.

و قد وجد الأوروبيون في الديمقراطية –التي اختفت طوال فترة العصر الوسيط-و تطبق الديمقراطية كأسلوب للحكم ، و تصدره كأمثل نظام من أنظمة الحكم.

و من حينها و الديمقراطية حلت محل المسيحية، و نتحولت إلى دين أوروبا بالجديد، فسعت الحكومات لنشرها و فرضها، منذ حملات نابليون إلى حملات بوش و جيوشه "للجهاد" و في سبيل نشر الديمقراطية الأمريكية، و إبادة كل من يقف في طريقها.

و باتن واضحاً أنه في ظل الحكم الديمقراطي أصبح كل شيْ مباحاً، و ممكناشراؤه، و من الناحية الواقعية فإن الكثرة لا تستطيع أن تحكم \، فإن قلة من محتفي العمل السياسي في أوروبا هي التي تضطلع بها، و إن عامة الشعب بعيدة تماماً عن سدة الحكم، و لذلك بدت الديمقراطية للكثيرين من المفكرين الغربيين كمجرد وهم و خيال.

الشواهد تبرهن على أن الديمقراطية-في نظر و في تطبيق- لم تعبر دائماً عن حقيقة الإدراك، أو الواقع السياسي الغربي، و أنها و منذ عرفت في التقاليد اليونانية القديمة، و حتى هذه اللحظة لم ترق إلى مستوى المثالية في التنظير ، أو الاستمرارية و المصداقية في التطبيق.