ظاهرة الهجوم على الحجاب

الملخص AR

امتدت ظاهرة الهجوم على الحجاب لتشمل ثيادات سياسية و إعلامية و فكرية مختلفة بالبلاد العربية، و تباينت حدة تصريحات هذه القيادات، ففي حين ارتفعت حدتها في دول تجذرت فيهها العلمانية، نجد أنها خفتت بعض الشيء في دول للثقافة الإسلامية فيها مكانو اعتبار، أما في دول الخليج، فلم يكن للظاهرة وجود ظاهر ؛ بسبب ما تمثله الإسلامية و الزي الإسلامي من إطار تقليدي هذه المجتمعات و يسيطر عليها.

و في توقيت متقارب تصاعد الهجوم الغربي على الحجاب ؛ حيث أعرب الرئيس شيراك عن قلقه إزاء ظاهرة "الأصولية" الإسلامية فهو يرى "عدوانيةما" في ارتداء الحجاب، و لم يختلف الأمر كثيرا في ألمانيا ز هزلندا.

و لهذه الظاهرة أبعاد مختلفة في سياقاتها، فثم بعد تاريخي لها، و آخر سياسي، و ثالث ثقافي و فكري، كل هذ الأبعاد تؤثر على الواقع الاجتماعي العربي و الإسلامي، و على الرغم من الضغط السياسي العلماني المتواصل ضد الحجاب، إلا أن الحجاب ظل منتشرا في مجتمعات المسلمين حتى العشرينات من القرن الماضي، عندما بدأت حركة السفور في تركيا الكمالية، ثم في مصر-على اختلاف درجة الحدة- قبل أن تنتشر إلى بلدان عديدة، و مع ذلك فقد ظلت مجتمعات إسلامية ملتزمة بالحجاب و النقاب على الطريقة القديمة حتى زمن عودة الحجاب.

كما شكل اتداء الحجاب في حياة النساء المسلملت في الغرب تحديا كبيرا، فلقد أصبحت المرأة المسلمة طرفا مهما في المعركة الدائرة بين الإسلام و الغرب، و لا زال الغرب-المتغني بالحريات و التعدد العرقي و الثقافي- شديد الحساسية و غير متسامح في شأن الحجاب.

و تختلف أسباب رفض فكرة الحجاب عند العلمانيين العرب عنها عند الغرب، فعلمانيو العرب يرون في انتشار الحجاب ردة و تخلفا و رجعية، بينما عند الغرب تعتبر المنظومة العقيدية للإسلام موضوعا للحلربالصليبية الجديدة على العالم الإسلامي، فهي تولد العداء للآخرغير المسلم من وجهة النظر الغربية.

ليست قضية الحجاب مجرد قضية سترة رأس تغطي شعر المرأة المسلمة في المدارس و الإدارات الغربية، بل هي الشجرة التي تخفي الغابة الكبرى، و ما هذه الغابة إلا التدافع المتعدد الساحات و الواجهات بين الإسلام و الغرب : تدافع ثقافي سلمي أحيانا، و عسكريا حربي أحيانا أخرى