الإسلاميون و الطريق إلى السلطة

الملخص AR

أدى تعدد الاتجاهات ف مناهج الهمل الإسلامي إلى تباين الآراء وة التقويمات حول هذه المناهج، و نتائجها التي تحققت عبر سنوات طوال من الممارسة في العالم العربي، و كان الجدل في مرحلة الأولية حول المناهج يتركز في مدى ارتباطها بالكتاب و السنة من ناحية، و صلاحيتها للظروف و البيئة المعاصرة من ناحية أخرى.

و أدت النشأة القوية لما اصطلح على تسميته بـ "الصحوة الإسلامية" مطلع السبعينات إلى احتلال القوى الإسلامية مكانة قوية و مؤثرة داخل المجتمعات العربية، و دفع ذلك إلى وضع تصورات و استراتجيات من قبل الحكومات العربية، و بمعاونة غربية ؛ من أجل احتواء المارد الإسلامي و إبقائه دائرا في فلك مصالحها.

رغم ما قد يبدو من إنهاك و إرهاق تتعرض له السلطات في بعض الدول نتيجة محاولاتها الدؤوب لاحتواء التحركات، و الانجازات السياسية للإسلاميين، فإن ابديل-المنه- يعني احتقانا إسلاميا جماهيريا قد يودي بالنظام.

و لا يخفى الدور الغربي في المسألة ؛ حيث يعاني الغرب –بصفة عامة- من عجزه عن تفسير "ظاهرة الانبعاث الإسلامي" في أي من جوانها السياسي أو الديني أو الاجتماعي.

و نشطت عملية البحث عن بدائل أخرى يمكن أن تحظى بالشعبية، و تصبح ندا للتيارات الإسلامية، فانطلقت موجة من الكتابات التي تعيد صياغة الديمقراطية في العالم العربي وفق الرؤية الأمريكية الجديدة.

و مع استغراق الحركات الإسلامية لعقود طويلة في تعقيدات العمل السياسي، تغيرت الحسابات و أصبح مصطلح "الدولة الإسلامية" نقطة ضعف في برنامج تلك الحركات ؛ حيث توازنات اللعبة السياسية لم تعد تتحكل هذا القدر من الصراحة و الوضوح في الخطاب الإسلامي، و قد اضطرت الحركات السياسية الإسلامية -مع التزامها بقواعد الديقراطية- أنتتجاوز بعض الثوابت الدينية على أعتاب المراحل السياسية التي تريد اجتيازها.

لقد تأسست الحركات الإسلامية السياسية من أجل إقامة الإسلام و تحكيم الشريعة، و هذا الهدف لا ينبغي الخجل منه، أو الرضا بتحوله إلى نقطة ضعف و مصدر انتقاد، و عندما تتخلى الحركة من هدفها الرئيس و تتوارى منه ؛ فإن زوالها يصبح خيرا من بقائها، كما أن ثنائية العلاقة بين العمل الدعوي و السياسي يجب الحفاظ عليها في حالة توازن يكون للدعوى فيها حق الصدارة.