"الاجتهاد" في الخطاب الحداثي العربي : الأسس المرجعية و الآليات المنهجية

الملخص AR

يقدم الخطاب الحداثي العربي نفسه بوصفه خطابا إصلاحيا تجديديا يبشر بالخلاص الأرضي، مستقويا بالظرفية التاريخية الراهنة حيث تفرض المنظومة الحداثية هيمنتها، و مستثمرا مكاسبها العلمية، و متسلحا بأدواتها المنهجية النقدية.

و إن نقد خطاب نمطي على هذه الشاكلة، لا يكفي تعقبه في استنتاجاته و ما ينتهي إليه من خلاصات، و ما يقرره من خيارات.

و إن عملا نقديا من هذا النوع، يدخل بنا-رغم أهميته-في مساجلات لا تكاد تنتهي، و يتحول إلى صدى على هامس "الانجازات" الحداثية.

إنه أشبه ما يكون بتسجيل محاضر لوقائع ممتدة و لا متناهية.

و إن إنجاز نقد مثمر يتطلب تعقب هذا الخطاب على مستوى أصوله المؤسسة، و أطره المرجعية، و منطلقاته الإيديولوجية، و أدواته المنهجية، باعتبارها تشكل مجموع الأسس و الوسائط التي يتوسل بها إلى "تأصيل" أبنيته الفكرية و القيمية.

و ضمن هذا السياق تندرج هذه الصفحات، التي لا تعدو أن تكون إسهاما جزئيا و محدودا جدا للتعرف على الآليات التي يشتغل بها الفكر الحداثي، و المنطق الذي يؤسس به و من خلاله نتائجه.