محدودية الموارد المائية و الصراع الدولي : دراسة مسحية للاتجاهات النظرية

الملخص AR

يندرج موضوع هذه الدراسة "محدودية الموارد المائية و الصراع الدولي" في إطار الدراسات المعنية ببحث و تحليل ظاهرة الصراع الدولي استنادا إلى متغير محدودية الموارد المائية.

و يعد هذا الموضوع من المجالات التي عانت من استبعاد الباحثين العرب لها, حيث ندرت المكتابات و الدراسات العربية التي تعنى بالتحليل النظري لظاهرة الصراع الدولي بمختلف أبعادها و جوانبها.

و تأتي هذه الدراسة بالتزامن مع ما تشهده الساحة العالمية من تزايد الاهتمام بمشكلة المياه, و الذي بدأ منذ حوالي ثلاثة عقود من الزمان.

و تخطي المشكلة بالاهتمام العربي.

كما أنها تحضى باهتمام خاص من جانب بعض دول الجوار الأصلاء (تركيا و إيران و إثيوبيا), و الدخلاء (إسرائيل).

و يكفي لبيان أهمية الموضوع, أن هناك عددا من الجامعات و المراكز البحثية في الولايات المتحدة و أوروبا يعكفون على دراسة "مشكلة المياه" من جميع جوانبها, و خصوصا في منطقة الشرق الأوسط (حوضي النيل, حوض نهري الفرات و دجلة, البعد المائي في الصراع العربي الإسرائيلي : أنهار الأردن-اليرموك-الليطاني...الخ).

و على الرغم من إنتماء موضوع هذه الدراسة إلى حقل العلاقات الدولية, إلا أنها يمكن أن تصنف ضمن الدراسات البيئية (Interdisciplinary studies) فهي تقوم بتحليل أثر محدودية الموارد المائية على الصراع الدولي من منظور بيئي, و ذلك من خلال التركيز على مختلف أبعاد العلاقة الديناميكية (الصراعية-المائية) من المنظور البيئي-الأيدولوجي, و المنظور الاقتصادي, و المنظور السكاني, و المنظور الجغرافي, و المنظور الهيدروليكي-الفني, و المنظور القانوني الدولي, ناهيك عن المنظور السياسي-الاستراتيجي, و الأخير هو مناط التحليل في هذه الدراسة.

و لعل هذا النتاول البيني للظاهرة الصارعية, يتيح المجال لتحليل مختلف أبعادها, على كافة المستويات, و من مختلف الرؤى و المنظورات الحقلية المعرفية.