ماهية الشعر : مقدمة لغوية في نظرية الأدب

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى التعريف الشيئي للشعر و بيان طبيعته و عناصر تكوينه للوصول إلى العناصر الأصيلة التي تشكل جوهره و العناصر غير الأصيلة و العناصر غير الأصيلة، إلى الثابت في الشعر الذي لا يمكن أن نعمله عند الحديث عن نظرية الأدب، و المتغير الذي يترخص فيه ما لا يترخص في غيره، و لا يمكن أن يكون أساسا لنضع له ثوابت أو يطغى عليها، و إن كان بحثه ضروريا و درسه قائما...

كما أن جماليات الشعر تنبع في كثير من الأحيان من المتغيرات داخل الثابت و لا تكون بهدم الثابت ؛ لأن هدم الثابت خروج بالشيء عن ماهيته و تشويه لطبيعته.

و المتغير و التطوير في ثابت الماهية أمر ندر حدوثه، أما التغير في غير الثابت فأكثر ورودا و يعد في كثير من الأحيان من لوازم التفرد و العبقرية الشعرية.

و درس البحث دور اللغة في بناء ماهية الشعر، و رأى أنها الباب الأوسع الذي يجب أن ينطلق منه في الدرس الأدبي.

و تخطيطها في هذا الأمر تشويه للعمل الأدبي و الشعري خاصة، و تغيير لحقائق الأشياء و أن اللغة الشعرية التي تقوم الشعر-باجتماع عناصرها التي تقوم ماهيتها-تجمع غاية الجودة و تحتل من قمة الشعرية مكانة تزيد بمجال الإبداع و الابتكار الفردي و التحديد في العرض...، و بانتفاء واحد من هذه العناصر تتخلل الماهية و ربما تلاشت، فاللغة هي الثابت الأصل و القاسم المشترك بين كل العناصر الجواهر و الأغراض.

و إذا كانت ماهية الشعر تقوم على ثوابت و متغيرات، و قابلة للتغيير في بعض عناصرها، فمن باب أولى أن تكون أسس النظر في الأدب و درسه تقوم على هذا الأمر أيضا، تحدد ثوابتها و لا تحجز متغيراتها، و على هذا تكون هنالك قواسم مشتركة و أسس ثابتة و توجد متغيرات تختلف فيها نظرية عن أخرى، و لا يمكن مع هذه المتغيرات أن نلغي نظريةً نظرية، أو يعفى منهج على منهج، أو يدخل إلى النص و يغلق باب النظر خلفه ؛ فلا يدخل بعده داخل و لا يجتهد مجتهد.

كما لا يمكن وفق الثوابت أن يقر كل منهج، أو تتساوى كل الاتجاهات.