قياس الوعي البيئي لدى الشباب الجامعي

الملخص AR

العديد من علماء البيئة يرون أن الحل الجذري للأزمة البيئية الراهنة يتطلب زيادة الوعي البيئي و تنمية الاتجاهات الايجابية نحو البيئة.

فالوعي البيئي يشكل احد أهم الحلقات في مجال حماية البيئة و تنميتها، الأمر الذي تطلب إلى الدعوة المبكرة لإجراء بعض الدراسات و البحوث في مجال العلاقة بين الإنسان و بيئته.

و لكون الوعي البيئي و الارتقاء به يمثل احد ابرز الشروط لحماية البيئة و المحافظة عليها من وجهة نظرنا، لذلك فإن الحاجة لإجراء مثل هذه الدراسة تبدو ضرورية، فهي تأتي تعبيرا لاهتمام علماء النفس و استشعارا منهم بتلك الحاجات الملحة و خصوصا بعد أن دلت دراسات عديدة على ما يسببه تلوث البيئة من اضطرابات نفسية و عضوية كثيرة يصاب بها الإنسان.

هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى العلاقة العضوية بين البيئة و الشباب الجامعي، و قياس مدى تفاعل الشباب مع قضايا البيئة و شعورهم بالآثار البيئة السيئة على الصحة العامة و تقويمها و كذا التعرف على الفروق بين للجنسين في الوعي البيئي، و أخيرا التعرف على الأفكار و المقترحات لدى الشباب في مجال الحفاظ على البيئة.

كشفت هذه الدراسة عن وجود وعي قوي لدى الشباب الجامعي بالبيئة و إن كان هذا الوعي في حد ذاته لا يكفل العمل الفعلي، كما أن الاقتراح القائل بضرورة إدخال مادة التربية البيئية ضمن المناهج و المقررات الدراسية في جميع مراحل التعليم وجد تأييدا كبيرا من قبل أفراد العينة، كما كشفت هذه الدراسة عن الرغبة في استعمال سياسة عقابية رادعة لكل من يسيء الى البيئة.

و دلت النتائج على تساوي الجنسان تقريبا في وعيهما نحو البيئة و الإيمان بها على الرغم من وجود بعض الفروق البسيطة في بعض الفقرات.

و تلفت هذه الدراسة الأنظار إلى فتح آفاق أوسع لدراسات أكثر شمولا، من ذلك دراسة ظروف البيئة في الأحياء الراقية و الفقيرة و بين سكان الريف و الحضر و بين طلبة التعليم الأساسي و الجامعي و بين العسكريين و المدنيين و بين المتعلمين و غير المتعلمين في مقدار المحافظة على البيئة.

كما نرى ضرورة بتضمين المناهج الدراسية لمختلف مراحل التعليم اكبر قدر ممكن من المعارف البيئية لتنمية اتجاهات موجبة نحو البيئة من اجل زيادة الوعي البيئي.