توافق التعقيب و التراخي مع مراحل تخلق الجنين في رحم الأم

الملخص AR

تبحث هذه الدراسة في آيات خلق الإنسان و تصويرها للأحداث، و تشكيل أبعادها الزمانية من ناحية العمليات المتتابعة في نمو الخلق و الحالات في انتقالها من حالة إلى حالة، إذ إن الحرفين يقومان باختزال الحدث و المعنى، و ربط ما يسبقها و ما يلحقهما من ألفاظ و جمل، و تنسيق مكونات الآية بسبك يعبر عن المعنى الدقيق بما يواكب اتساق الحركة الخلقية.

اختصت الدراسة بمشاهد العمليات و الحالات في الصورة الخلقية التي يعيشها الإنسان، كمشهد تخلق الجنين من النطفة إلى أن يخرج طفلا من بطن أمه بما سبق من علامات الحمل الظاهرة من مثل قوله تعالى : ( و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين * ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون) ]12-16 : المؤمنون[.

و الموت و الحياة في قصة العبد في قوله تعالى : (أو كالذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت يوما قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك و شرابك لم يتسنه و انظر إلى حمارك و لنجعلك آية للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم أن الله على كل شيء قدير) ]259 : البقرة[، و غيرها من الآيات التي تعنى بالخلق، و كيفية استخدام (ثم) و (الفاء) و ماذا أفادت.

و هدفها تحقيق فرضيات عدة و إثباتها : الأولى : العلاقة بين مشهد نمو الجنين و أسلوب التعبير عنه بحرف من حروف العطف (الفاء) و (ثم).

الثانية : كيفية دلالات التخلق لبيان توجيه الصورة الحركية لنمو الجنين.

الثالثة : الأثر الفني و الدلالي لتعدد السياقات في حركة تبادلية بين حرفي العطف (الفاء) و (ثم)، و تنوع القراءات للصورة في بيان روعة الإعجاز البياني مبينا كيفية الإعجاز العلمي.