مفهوم المجتمع المدني و دراسة الواقع العربي المعاصر : رؤية نقدية

الملخص AR

تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على ما يطرحه البحث الأكاديمي في مسائل الاجتماع الإسلامي من قضايا منهجية.

و على هذا الأساس يأتي التطرق ((للمجتمع المدني)) (مفهوما و آلية) في اتجاهين.

في مستوى أول تحاول الدراسة استخدام المفهوم كمثال نمطي –شانه شان عديد المفاهيم العائمة الأخرى (التقدم، الديمقراطية، التنمية، العولمة)- يمكن أن يساعد على إدراك مدى ارتباط البحث الاجتماعي في عالمنا العربي بالواقع، من خلال توضيح الخلفيات المعرفية للمنهجيات المهيمنة على حقول البحث الاجتماعي فيه.

في هذا السياق تتجاوز القضايا التي يثيرها طرح المجتمع المدني محاجة اللفظ (مدني / أهلي / تقليدي..) لتطرح تساؤلات تخص إنتاج المداخل النظرية لقراءة الواقع العربي و تحديدا الوسائل التحليلية التي يستند إليها الباحث العربي و التي تمد بجذورها إلى نشأة و تطور العلوم الإنسانية و الاجتماعية منها تحديدا.

الأمر الذي يطرح في مستوى ثان أسئلة تتعلق بمدى نجاح تعامل المثقف العربي مع مفهوم المجتمع المدني من خارج دائرة الاستهلاك السياسي له.

و لنا أن نتساءل في هذا الصدد لماذا يتحول ((للمجتمع المدني)) عند العديد من الأكاديميين العرب إلى آلية النجاة القادرة على لوصول للحل الشامل (على الأقل بالنسبة لإشكالية استبداد الحكم و المشاركة السياسية).

و لماذا يصبح تحقيق المفهوم الهدف الرئيس للتحليل الاجتماعي، و منطقة الفعل الأساسية (فعل السياسي و المفكر و الاقتصادي و العامل و المواطن العادي، الخ) الأكثر تأثيرا في حركية المجتمع و طرق تغييره و الذي تستمد منه المستويات الأخرى حركتها و اتزانها؟ و تنتهي الدراسة إلى أهمية النظر في الخبرة الاجتماعية للحضارة الإسلامية بوصفها جزءا مهما من التراكم المعرفي و المنهجي الذي يفيد بناء مشاريع نهضوية، بشرط أن يتم التعامل معها على أساس منهجي سليم يتجاوز طرق ((النقل الحرفي)) أو ((الشطب المنظم)).