المصطلح عند ابن مالك في كتابه "شرح عمدة الحافظ و عدة اللافظ"

الملخص AR

البحث في المصطلح اللغوي و النحوي من حيث نشأته ؛ و أسس وضعه، و تطوره و شيوعه، و استقراره أمر ليس باليسير، و لكنه في الوقت نفسه يمكن أن يساعدنا في وضع تصور لحل معضلة المصطلح في العصر الحديث من حيث إننا يمكن أن نستقرئ المصطلحات القديمة، و الأسس التي بنيت عليها، و العوامل التي ساعدت على شيوعها ؛ فتكون لنا عونا وضع المصطلحات العلمية الحديثة، و بخاصة أن مصطلحات كل علم-كما يقال-هي مفاتيحه، و استقرار المصطلح علامة بارزة على رسوخ العلم و تأصله.

و مما يدعو إلى البحث في المصطلحات التراثية أن المصطلح-كما يقول هادي نهر-" لا يلصق إلصاقا و لا يوجد إلا بعد التفكير فيه".1 و قد خصص هذا البحث للنظر في المصطلحات التي أوردها ابن مالك في كتابه (شرح عمدة الحافظ و عدة اللافظ).

و تناول البحث عرضا لبدايات المصطلح في علوم اللغة، و ما رافق هذه البدايات من معاناة، ثم عرض لدور ابن مالك في المصطلحات التي أوردها في كتابه.

و لما كانت معظم المصطلحات التي استعملها قد استقرت ؛ فقد تركز النظر في المصطلحات التي لوحظ لابن مالك دور مميز فيها.

و في مجال تعريفات المصطلحات و حدودها بدت عناية ابن مالك بالحترازات التي تخرج ما ليس داخلا في الحد ؛ و بما أن هذه السمة كانت من الوضوح في هذا الكتاب بمكان فقد استدعت وقوفا مطولا عنده يتناسب مع ظهورها و تميزها عنده.

ثم عرض البحث لمدى استقرار المصطلح عند ابن مالك في كتابه، و ما داخل المصطلح عنده من تعدد أو خلط.

و قبل تسجيل الخلاصة و النتائج رصد في البحث أبرز الآليات المتبعة في بناء المصطلح في الكتاب، و تجاوز الرصد ما وضعه ابن مالك من مصطلحات ؛ لقلة تلك المصطلحات التي وضعها.