المعايير النقدية و البلاغية في أدب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

الملخص AR

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز شخصية عمر بن الخطاب في مجال الدراسات الأدبية و النقدية و بيان مدى مساهماته-رضي الله عنه-في مجال النقد و البلاغة خاصة إذا علمنا أن الدراسات في هذا المجال شحيحة يشوبها شيء من الضبابية في أذهان الدراسين، و هي نوع من الرد على الذين ذهبوا إلى القول بأن الأدب قد ضعف و لأن مع مجيء الإسلام، ناهيك عن أن الدراسات التي تناولت ابن الخطاب-رضي الله عنه-كانت تدور في فلك تأثيراته الدينية في مجالات قيادة الأمة و المجتمع الإسلامي، دون التركيز على جوانب حياته الأدبية.

و قد استطاعت هذه الدراسة أن تخلص إلى القول بأن شخصية ابن الخطاب-رضي الله عنه-لم تكن لتؤثر في مجالات الدولة الإسلامية في قضايا الدينية و الإدراية فحسب، بل تعدت ذلك إلى جوانب لا تقل أهمية عن ذلك، ألا إنه الجانب الأدبي الذي ارتبط بأحكام مع الجانب الديني في عقلية عمر الفذة.

و من جهة أخرى استطاعت أن تمنع تمرير مقالة ليونة الشعر عند مجيء الإسلام ؛ فالناظر لأول وهلة على الكم و النوع الأدبي و الإنتاج الشعري في فترة الخلفاء الراشدين فقط-و هي فترة لم تقطع سوى القليل القليل في بحر الزمن قياسا مع فترة الأدب الجاهلي التي امتدت عبر ثلاة قرون على أقل تقدير-يجد أنه قد تفوق الأدب الجاهلي كما و كيفا، كما يجد تقدما و ازديادا في الملاحظات النقدية، و البلاغية أيضا على يد الخلفاء الراشدين خاصة عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- و عنهم اجمعين-بفصل عوال شتى أبرزها القرآن الكريم، و الحديث النبوي الشريف.