التأسيس الأدونيسي و التجنيس الصوفي في شعريات عبد الرحيم مراشدة

الملخص AR

لا ريب أن أدونيس واحد من كبار رواد حركة التجريب الشعرية المعاصرة.

و قد تباينت الآراء حول علاقة الحركة التجريبية الشابة بأدونيس، تباينا مدهشا.

و التأثر بالمعنى العميق، ليس موجودا في تجربة الموجات التالية لأدونيس من حركة التجريب العربية إلا بنسبة قليلة، ذلك لأن أدونيس طرائقه الخاصة، في تكوينه الشعري و بنائه المعماري الفني، لم يقلدها إلا النزر القليل من شباب الشعراء الجدد، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الشاعر "عبد الرحيم مراشدة" من الأردن.

نجد شعرية المرحلة الأخيرة، عند جيل التسعينات، وقعت تحت تأثير أدونيس فتوازت مع الصوفية بكل عمقها الباطني، و هو ما حول الطبيعة الإدراكية للشعرية من رؤيا العالم إلى مشاهدته، لتحوله إلى نوع من التحليق الإشراقي، أو تنزل به إلى الحياتي.

و قد حققت في ذلك بعض الإنجازات، و المغامرة على مستوى قصيدة النثر.

و مع الهوس بالتداوي و الحياتي و اليومي، تفاعلا مع تجربة أدونيس، نلحظ انغماس شعرية التسعينات في فضاء الجسد، و تحولاته الداخلية و الخارجية، لكن هذا التحول كان أحيانا يأخذ طريقه إلى منطقة العرفانية، و في هذه الحالة فإنها عملت على مزجه بالموروث الأسطوري و الشعبي، و شحنه بالإسقاطات الجنسية في جرأة، لا تقل عن جرأة الحداثة الغربية في إبداعاتها.

كما نلمس ذلك في شعرية "عبد الرحيم مراشدة".

و لا شك أن عبد الرحيم مراشدة قد حقق صوته الخاص، و لكن أثرا لا يمحى ظل يمارسه أدونيس خاصة عليه.

هو تأثير كتاباته النقدية في شعره، و اتجاهه نحو التراث الصوفي بقوة.

فأثر هذا التراث في شعره واضح وضوحا ظاهرا.

كما أن تأثير كتابات أدونيس النظرية و توجيهاته و تجربته الشعرية عبرت إلى كتابة مراشدة و إلى رؤيته، و إدراكها و استوعبها و تمثلها بلا عناء في أعماله الشعرية.