المكتبات الرقمية و البحث العلمي العربي في مجال المخطوطات

الملخص AR

تحتفظ الدول العربية بكثير من التراث المخطوط في شتى أنواع المعرفة، عبر القصور و المساجد، و هو ما يشكل مجالا واسعا، لاستثمارها في البحث العلمي العربي، لأن وجوه البحث العلمي العربي في مجال المخطوطات العربية الإسلامية متعددة، نظرا إلى خصوصيات المخطوط العربي الإسلامي، و هذا مما يفتح المجال لأكبر عدد ممكن من الباحثين العرب، من أجل الكشف عنه، و التعريف به، مما ينعكس على المجتمعات العربية الإسلامية إيجابيا، و من منطلق أن المخطوطات، تشكل معيارا لقياس مدى تطور البحث العلمي لدى دولة من الدول، فإن الدول التي تحافظ على تراثها المخطوط، و تقوم بصيانته، و إتاحته، و التعريف به لدى الباحثين، فهي بهذا تحافظ على ذاكرتها و ماضيها، و من ثَم على تاريخها من الزوال، و هي تحافظ بذلك تبني حاضرها، و مستقبلها، انطلاقا من ماضيها.

و بظهور التقنيات الحديثة بأنواعها، أصبح بإمكان الباحثين اليوم الحصول على المخطوطات في شكلها الرقمي، حتى و لو كانت خارج الوطن، عن طريق مواقع المكتبات الرقمية للمخطوطات، أو ما يعرف بالمكتبات الرقمية التراثية أيضا، هذا النوع من المكتبات سهل على الباحثين العرب توفير الجهد، واختصار المسافات، في إنجاز البحوث العلمية العربية التي تخدم التراث العربي الإسلامي المخطوط، حيث تمثل مواقع المكتبات الرقمية العربية للمخطوطات انشغال كثير من الباحثين، نظرا إلى ما توافر من خدمات، ذللت كثيرا من الصعوبات و العراقيل التي تعترض بحوثهم، و التعريف بمختلف نتائج مشروعات بحوثها، و تبادلها محليا و دوليا.

و في ظل الأهمية الكبيرة للمخطوطات العربية الإسلامية، بوصفها شواهد تاريخية، و كنوزا للإبداع الفكري، على مر الزمن، واجب تقتضيه مسايرة ركب التقدم العلمي، و التقني في العالم، و فرض تمليه ضرورة مواكبة التطورات العلمية ؛ مما يساهم في استرجاع المخطوطات العربية الإسلامية الموجودة في مكتبات العالم، عن طريق التبادل، كما سيمكننا من إنقاذ آلاف المخطوطات التي طواها النسيان، و يعيد إليها الحياة من جديد، لتؤدي وظيفتها الفكرية، و تفيد في تنمية البحث العلمي العربي في مجال المخطوطات.