العشق الإلهي في المصادر الأدبية

الملخص AR

شكل العشق بوصفه عاملا مشتركا في تجربة كثير من أدباء العربية.

وصلوا به حد التفريق بين أنواعه و التي منها العشق الإنساني و العشق الإلهي و هو موضوع بحثنا هذا و لعل من دواعي اهتمام الأدباء و المفكرين بين العرب بهذا الشأن و تخصيص مجالس له هو غزارة شعر الغزل عندهم و كثرة شعرائه و إجادتهم فيه، حيث اتخذ الشعر قرينة على الصدق في هذه الأحاسيس بوصفهم عشاقا، قد بلغ الإهتمام بهذا الجانب حدا لا يكون فيه الحياد عن المناظرة العلمية أو الفقهية أو الأدبية إلى الحديث عن هذا العشق ترويحا للنفس من جهة و استزادة في تراثنا الروحي من جهة ثانية، لذلك برزت ظاهرة العشق الإلهي و هي ظاهرة فريدة و متميزة من نوعها إذ كان روادها مجموعة من الفقهاء الذين امتازوا بمكانتهم الدينية و حضورهم الواضح في كتب أو مصادر الحب و العشق و العشاق فقد ذابوا في عشق الإله عشقا جعل قريحتهم تشع أشعارا مبدعة متغنية بجمال الذات الإلهية و شوق اللقاء بها و رغبة التوحد معها، متخذين من أساليب العشق الإنساني صورة و ستارا أو رمزا للتعبير به عن عشقهم متخفين خلف المعاني الإنسانية الظاهرية لبث التغزل بالذات الإلهية لأسباب قد تكون سياسية أو غيرها، فجاءت أشعارهم مفعمة بعواطف جياشة نابعة من نفوس هائمة في عشق الذات الإلهية و هذا ما سنتناوله في صفحات لاحقة إن شاء الله.