الجودة الشاملة في التعليم مفهومها، مراحلها، روادها، محاورها

الملخص AR

إن مبدأ الجودة الشاملة ليس وليد العصر الحديث، بل له جذوره الموغلة في القدم، فقد أعلن الملك البابلي (حمورابي) قبل خمسة آلاف سنة : إن الشخص الذي يبني بيتا يسقط على ساكنيه، فيقتلهم؛ فإن عقوبته الإعدام، من هنا سطرت الحضارة البابلية أقدم الاهتمامات بالجودة و الإتقان في العمل، و إن جذور الجودة تمتد في الحضارة الفرعونية القديمة ممثلة في الأهرامات و المعابد، و في الحضارة الصينية في سور الصين العظيم.

إن مفهوم الجودة حاضر في كل تعاليم الإسلام بمضامينه كلها، و هو يمثل قيمة إسلامية و قد حث القرآن الكريم على الجودة الشاملة في كل الأعمال التي يفترض أن يؤديها الإنسان و يفهم ذلك من قوله عز و جل : "ليس البر أن تولوا وجوهم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون" (البقرة، آية : 177).

و قد ركز هذا البحث في مفهوم الجودة بحسب المحاور الآتية : نبذة تاريخية، و مفهوم الجودة الشاملة في الإسلام، و مراحل تطور مفهوم الجودة، و مصطلحات الجودة، و أبرز رواد الجودة، محاور الجودة الشاملة في التعليم الجامعي، و المنهج و الجودة الشاملة.

ثم تناول الباحث كيف تحول مفهوم الجودة من الصناعة إلى التعليم، و ما مفهوم الجودة الشاملة في التعليم بصورة عامة و في التعليم العالي بصورة خاصة.