تحديات الأمن الاجتماعي في المجتمع العربي

الملخص AR

يعد الأمن الاجتماعي في المجتمعات العربية من ابرز التحديات التي تواجه هذه المجتمعات في الآونة الأخيرة و تتعدد مكونات الأمن فهي سياسة و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية تشكل رؤية فكرية لتحويل الاهتمام من حماية سلامة الدولة فقط إلى حماية أرواح المواطنين القاطنين على أراضيها، و نم هذا التحول ينبثق مفهوم امن الإنسان من خلال التركيز على الحماية من التهديدات التي تتعرض لها حياته و حريته من جهة و تحقيق التنمية المستدامة التي تلبي احتياجات الجيل الحالي دون الإضرار بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة من جهة أخرى.

إن تحقيق الأمن الشامل للإنسان العربي يحتاج إلى الاهتمام و الاستثمار بطاقاته البشرية و التي يمثلها الشباب بالدرجة الأولى و موارده الطبيعية في ظل تشريعات و نظام اجتماعي ينتقل بالمجتمع من منظور الحاجات إلى الحقوق الإنسانية.

غن مناقشة الأمن الإنساني تقتضي البحث في الحاجات و الحقوق الإنسانية و التعرف على أهم تحديات الأمن الاجتماعي مثل الإرهاب و الحروب و الفقر و التنمية و مشاكل البيئة و شح المياه و الآمال المخيبة للشباب العربي و هو ما سيناقشه هذا البحث.

و لقد انتهى البحث إلى منهجية التنمية البشرية تقوم على أربع ركائز و هي تتفق شكلا و مضمونا مع منهجية العمل الاجتماعي و مبادئها تجاه الإنسان فهي تمثل الإنتاجية أي النشاطات المنتجة و الخلاقة في المجتمع الإنساني و المساواة أي إتاحة الفرصة لجميع أفراد المجتمع دون تمييز و الاستدامة أي عدم إلحاق الضرر بالأجيال القادمة سواء من حيث الديون المتراكمة أو استنزاف مقدرات الطبيعة أو تلوث البيئة و أخيرا التمكين فالتنمية تتم بالأفراد و ليس من اجلهم فقط و تبرز أهمية دور العمل الاجتماعي و الأخصائي الاجتماعي الاجتماعي في العمل من خلال مؤسسات المجتمع المدني و المنظمات غير الحكومية لإشراك الأفراد في التنمية و استشعار قدراتهم فالمنظمات غير الحكومية هي التي تؤثر في مشار التنمية و عولمتها و استشارتها و تأطيرها قيم و مفاهيم حقوق الإنسان.

إن الحريات بكل أنواعها في التنقل و الاجتماع و التعبير و السفر و الكتابة هي وليدة الأمن الاجتماعي و الأمن يتولد من العدل و العدل و باعث الاستقرار و الحضارات.