خصوصية ممارسة السياقة في تيارات مرحلة ما بعد الحداثة

مقدم أطروحة جامعية

الزيدي، علي كاصد

الجامعة

الجامعة التكنولوجية

الكلية

-

القسم الأكاديمي

قسم هندسة العمارة

دولة الجامعة

العراق

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

1999

الملخص العربي

يعد موضوع العلاقة بين العمارة و المدينة من الموضوعات المهمة التي واكبت نظريات و ممارسات التصميم الحضري في العقود المنصرمة, و قد برز التأكيد على أهميته في طروحات مرحلة ما بعد الحداثة, مقترحة من خلاله حلولا للمشكلات الحضرية المتمخضة عن مبادئ و ممارسات المرحله التي سبقتها, اذ اسفرت تلك المشكلات عن فقدان المدن المعاصرة سمة التواصل التي عدها باحثوا علم النفس الاجتماعي من اهم العوامل المؤثرة في علاقة الفرد بالمجتمع بالمكان الذي يؤويه (الفصل الاول).

استهدفت طروحات مرحلة ما بعد الحداثة إعادة خلق الصورة الحضارية للمدينة كنتاج متواصل عبر الزمن, و أكدت في محاولتها بلوغ هذا الهدف اقامة نوع من الحوار المتبادل بين نتاجات المدينة برغم تباين خلفياتها الفكرية و الحضارية .

و تمخض عن تلك الطروحات مفهوم السياق الذي اعتمدته توجهاتها اداة لتجسير النحوة التي خلفتها ممارسات الحداثة, بين العمارة تجسيداً لمظهر خاص يستجيب لمحددات و ظروف داخلية, وبين الوجود الماثل في المدينة كحقل عام يمثل حصيلة التراكم الحضاري عبر الزمن.

و قد احتل مفهوم السياق مانة بارزة في طروحات التصميم الحضري, التي اتخذت من عملية بناء اسس لستراتيجية توليده في المدينة هدفاً رئيسا على صعيد التطبيق.

تركزت جهود مرحلة ما بعد الحداثة ضمن هذا الصعيد في ترسيخ مفاهيم نظرية المسياقية كستراتيجية لتوليد السياق بين العمارة و موروث المدينة.

إلا أن الإختلاف و التمايز في المواقف الفكرية لتوجهات المرحلة, اسفر عن ظهور اختلاف مماثل في طبيعة ممارسات السياقية في تلك التوجهات, و قد تم التركيز على هذه الحالة كموضوع خاص للبحث.

و من استعراض و مناقشة ابرز الدراسات التي تناولت هذا الموضوع, اتضحت مشكلاتها المعرفية متمثلة في غياب الدقة و الموضوعية في عرض المفاهيم, فضلاً عن غياب الموضوعية في المقارنة بين أساليب التيارات في ممارسة السياقية, و برز كذلك عدم شمولية تلك الدراسات في تناول جوانب أكثر اهمية في الموضوع.

نتيجة لذلك تبورت مشلكة البحث متمثلة في عدم وضوح خصوصية ممارسة السياقية في تيارات مرحلة ما بعد الحداثة, و تحدد هذف البحث متمثلاً بالكشف عن خصوصية التيارات ضمن هذا الجانب.

و لأجل تحقيق هذا الهدف, ارتكز البحث على منهج تدرج ضمن اربع خطوات أساسية : تختص الاولى بعميلة طرح التعاريف الاصطلاحية الخاصة بمفهوم السياق أولاً و ستراتيجية توليده (السياقية) ثانياً, في حين تركز الثانية على بناء اطار نظري شامل للستراتيجية يمكن من خلاله إنشاء مقارنة موضوعية بين التيارات المختلفة.

اما الخطوة الثالثة فتختص بتطبيق الإطار النظري على نتاجات ممثلة للتيارات, و تتناول الخطوة الرابعة و الاخيرة عملية استخلاص الجوانب التمايز التي تؤشر خصوصية تلك التيارات في ممارسة السياقية.

(الفصل الثاني).

استهدف البحث في الخطوة الأولى للمنهج طرح تعريف شامل لمفهوم السياق, فضلا عن صياغة تعريف اصطلاحي لستراتيجية السياقية الذي مثل الاطار النظري العام متبلورا في ثلاث مفردات رئيسة شملت : مستوى الموقع, و مستوى الاقتباس, و عملية خلق السياق كعلاقة بين المستويين.

استلزمن عملية استكمال بناء الاطار النظري, استخلاص الجوانب التفصيلية لمفرداته الرئيسة, و لغرض ذلك فقد نوقشت طروحات السياقية لأبرز مؤسسي تيارات مرحلة ما بعد الحداثة, فضلا عن مناقشة الدراسات السابقة التي اختصت بوصف و تحليل ممارسة السياقية في تلك التيارات.

و قد اتضح من تلك المناقشة عدم شمولية الطروحات و الدراسات في عرض الجوانب التفصيلية لأهم مراحل السياقية المتمثلة في اليات توليد السياق, الأمر الذي استوجب القيام بعملية استكشاف حقول المعرفة الأخرى حول هذا الجانب.

(الفصل الثالث).

أثمر عملية استعراض و مناقشة دراسات الحقول الأخرى في ظهور معرفة مهمة حول آليات توليد السياق للربط بين أجزاء نسيج ما, أذ شكلت دراسات حقلي الأدب و السينما قناة أساسية لتلك المعرفة, بفعل تركيز كلا الحقلين على انتاج نصوص من خلال عمليات خلق تتماثل جوهريا مع طبيعة عملية تمولد النسيج في المدينة.

(الفصل الرابع).

و لغرض اجتياز المرحلة الثانية في منهج البحث, تمت عملية بلورة و تصنيف الجوانب التفصيلية للإطارا لعام للسياثية, التي استخلصت من الطروحات و الدراسات المعمارية و دراست حقلي الأدب و السينما, و تحددت أربع مفردات رئيسة للسياقية شملت : أهدف السياقية, و إجراءات السياقية المتمثلة بإجراءات مستوى الموقع, و إجراءات مستوى الإقتباس, و إجراءات توليف كلا المستويين, و قد وضحت كل مفردة رئيسة من خلال تعريف متغيراتها كمفردات فرعية, فضلاً عن تحديد القيم الممكنة لكل متغير.

(الفصل الخامس).

ركزت الخطوة الثالثة في منهج البحث على عسلية تطبيق الإطار النظري للسياقية على أعمال ممثلة للتيارات, و قد تضمنت هذه العملية عدة مراحل شملت : صياغة التصورات الإفتراضية حول خصوصية التيارات في ممارسة السياقية, أولا في ضوء المفردات الرئيسة الثلاث الخاصة بإجراءات السياقية و المتغيرات المرتبطة بكل مفردة, و ثانياً في ضوء العلاقة ما بين تلك المتغيرات.

و من ثم جمع المعومات استنادا إلى ثلاثة مصادر أساسية شملت : وصف المصمم للمشروع, و تحيليل المشروع من لدن ابرز نقاد مرحلة ما بعد الحداثة.

فضلاً عن إمكانية قيام الباحث بوصف و تأويل بعض الجوانب المهمة في المشروع التي لم تجد لها حضورا في المصدرين الأول و الثاني.

و دق انجز التطبيق على تسعة مشاريع مثلت أعمال أبرز مؤسسي و ابرز معماريي تيارات المرحلة.

(الفصل السادس).

و من تحليل نتائج التطبيق, برزت جوانب التمايز بين التيارات في ضوء متغيرات الإطار النظري, و في ضوء العلاقة فيما بين المتغرات (الفصل السابع).

و قد تركزت إستنتاجات البحث النهائية في ضمن جانبين : استعرض الأول الإستنتاجات الخاصة بالإطار النظري من خلال مقارنته بالمعرفة السابقة, من حيث الشمولية و الدقة و الموضوعية في عرض جوانب الموضوع, فضلاً عن جدة الطرح المعرفي الذي تميز به الإطار النظري للبحث.

في حين استعرض الجانب الثاني الاستنتاجات الخاصة بنتائج التطبيق, مركزاً على طرح تفسيراتها الممكنة, و ذلك بالاستناد على الأسس الفكرية للتيارات التي تنوعت ما بين مواقف فلسفية تعتمدها في تفسير الظواهر, و التأثر بالمنهج البنيوي و المنهج الظاهراتي, فضلاً عن خصوصية النظرة تجاه علاقة الفرد بالمجتمع, إذ ساهمت جميع هذه الأسس في بلورة وجهات النظر الخاصة بكل تيار, إزاء المتغيرات التي طرحها الإطار النظري في شكلها المنفرد و في الاعلاقة فيما بينها (الفصل الثامن).

التخصصات الرئيسية

الهندسة المدنية

الموضوعات

• التاريخ
• الهندسة المعمارية
• الهندسة المعمارية الحديثة

• APA
• MLA
• AMA

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-306407