الأحلام بين مفكري الشرق المسلمين، و مفكري الغرب المحدثين : دراسة نفسية-اجتماعية نظرية مقارنة

الملخص AR

استرعت ظاهرة الأحلام اهتمام الحالمين و المفسرين عبر عصور التاريخ، و تناولت العلوم الإنسانية و الطبيعية في مختلف الثقافات هذه الظاهرة منذ القدم بالتحليل، لا سيما الأديان.

و مثلما كتب مفكروا الشرق المسلمين عن الأحلام، كتب مفكروا الغرب عنها و كانت لهم آراؤهم فيها، و تناولوها بحثا و تحليلا في مناحيها كافة، مع التركيز على الجانب النفسي و الاجتماعي و أثرها على جانب المعاش من حيات الإنسان ...

و في كتب التفسير و السير و الأدب و الأخبار أمثلة عديدة عن الأحلام تشير إلى أن الاعتقاد بها كان معروفا عند العرب قبل الإسلام، و لما جاء الإسلام و تحت إشارة القرآن الكريم للرؤيا في العديد من الآيات نشأ في الفكر الإسلامي مفهوم واضح و نظرية لها أبعاد شغل بها المفكرون الإسلاميون و الأدباء و الباحثون لا سيما في علم الفقه، و كان الأنبياء من أشهر معبري الرؤى و المهتمين بها كسيدنا يوسف و سيدنا محمد (صلاة الله و سلامه عليهم)، فضلا عن صحابة رسول الله، و كذلك بعض المفكرين المسلمين من جيل التابعين و تابع التابعين، الإمام محمد بن سيرين و النابلسي و الغزالي و الشافعي و الجنيد و الجاحظ و ابن خلدون (رحمهم الله أجمعين). و في مقابل المفكرين المسلمين كتب المفكرون من الغرب عن ظاهرة الأحلام، و كان من أشهرهم عالم النفس فرويد، و يونك و أدلر و كارين هورني، سبقهم في ذلك التربوي يوهان هربرت، فضلا عن الانثربولوجيين كليفي برول و مالينوفسكي، و البيولوجيين كبافلوف قد كتبوا عن ظاهرة الأحلام. و في دراستنا النظرية هذه قمنا بإجراء مقارنة بين آراء المفكرين من ذو الاتجاهات الفكرية و الكتابات الإنسانية، لا سيما النفسية و الاجتماعية، في الثقافتين المشرقية الإسلامية و الغربية، لتوضيح أوجه و نقاط الاختلاف بين تلك الأفكار.