الحداثة الأدبية في ميزان النقد الإسلامي

عدد الاستشهادات بقاعدة ارسيف : 
2

المؤلف

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي

المصدر

مجلة اللغة العربية و آدابها

العدد

المجلد 2012، العدد 13 (31 مارس/آذار 2012)، ص ص. 269-329، 61ص.

الناشر

جامعة الكوفة كلية الآداب

تاريخ النشر

2012-03-31

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

61

التخصصات الرئيسية

الآداب

الموضوعات

الملخص AR

إن أول ما يلفت النظر في نقدنا للحداثة و ما بعدها هو عدم وجود تعريف ثابت لهما إذ أن التعريفات التي أعطيت للحداثة لدى المفكرين و الفلاسفة الغربيين، كانت تعريفات متعددة تدل على عدم وجود اتفاق أو انسجام حول مفهوم الحداثة في الغرب نفسه.

و ما يهمنا متابعته في نقد الحداثة هو مفهومها المعبر عنه بمصطلح Modernism باعتبارها مذهبا أدبيا، بل نظرية فكرية لا تستهدف الحركة الإبداعية وحدها بل تدعو إلى التمرد على الواقع بكل جوانبه السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية.

و إذا أردنا متابعة أصول الحداثة في الغرب فلا بد من معرفة أن جميع المذاهب الفكرية و الفلسفية و الاجتماعية و الأدبية التي ارتبطت بجذورها الوثنية اليونانية و ما أضافته لنفسها من العتمة على مر العصور و الأجيال ، قد أدت إلى العتمة الحداثية و خصائصها من القلق و الحيرة و الشك، هذه السمات التي حملتها جميع مذاهب الحداثة : الرمزية، الإنطباعية، المستقبلية، التعبيرية، الدادائية، السيريالية، الأدب-المهنة، التصويرية، الذاتية، السميولوجية، البنيوية، و ما بعد البنيوية، و التشريحية.

فجميع هذه الحركات حملت معها العتمة و التناقض والقلق و الاضطراب.

و قد تناول البحث جذور هذه المذاهب و الحركات الحداثية في أوروبا و العوامل الحقيقية التي أدت إلى ظهورها هناك.

و تناول كذلك جذور الحداثة الوافدة إلى عالمنا الإسلامي عن طريق البعثات التي عادت من أوروبا أو الذين انطلقوا من أنفسهم يطلبون العلم هناك أو يهاجرون إلى طلب الرزق في أوروبا و أمريكا، أو الرجال الزاحفين علينا من بلاد الغرب زحفا عسكريا أو زحفا نصرانيا أو عن طريق مؤسسات الفساد و أنديته كالماسونية و الروتاري و غيرهما.

إذ عملت هذه القوى على نقل الفكر الحداثي للعالم الإسلامي.

فانتشر هذا الفكر في مجتمعاتنا تحت ستار الأدب و القومية و العلم و التطور و غير ذلك، و أصبحت الحداثة الأدبية جزءا من فتنة كبرى دخلت العالم الإسلامي و أذاع لها اصحابها خصائص محددة من الناحية النظرية و كانت محددة في الممارسة و السلوك و المواقف.

فلم تكن الحداثة في الأدب قضية تتعلق بالشكل الفني فقط، كما اعتقد بعضهم و ظن بأنها تعطي لأدبنا نفحة من الحيوية التي تمكنه من التعبير عن هموم العصر، بل الحقيقة المؤيدة بالبراهين و الأدلة القاطعة و الواقع المنظور – بعد الموجة الأولى من تمرير مفهوم الحداثة- تثبت أن الحداثة ليست شكلا فنيا حياديا على الإطلاق.

إنها شكل مرتبط بفلسفة حياة و منهج فكري محدد و موقف من الكون و الحياة و الإنسان.

إنها اربتطت منذ البداية بتمرد الإنسان الأوروبي على الدين أو ممثلي الدين و على القيم الاجتماعية و الخلقية و السلوكية، إنها توجه كامل نحو (تأليه) الإنسان و إحلال غرائزه و تصوراته محل شرائع الدين و الأخلاق و بهذا تكون الحداثة نظرة شمولية جديدة للحياة كلها بمختلف جوانبها غير مقتصرة على الجانب الفني أو التصورات الأدبية، و هذا ما يؤكده دعاة الحداثة العربية أنفسهم، و من خلال ما سقناه في هذا البحث من أقوالهم يظهر أن الحداثة العربية عنوان لمذهب فكري مادي شامل يسعى إلى تغيير جميع نواحي الحياة في العالم الإسلامي و يتخذ من الأدب وسيلة إلى ذلك التغيير، و يظهر التوجه المادي التغريبي لهذا المذهب من خلال تصريحات أصحابه و نتاجهم الأدبي و النقدي و من خلال انتمائهم السياسي و ثقافتهم الغربية، حتى صاروا يشعرون بالانفصال عن المجتمع و العزلة عن العالم و امتلأت دواوينهم و قصصهم بمشاعر الغربة و الانطواء و الحقد على الناس و احتقارهم.

و ارتفعت أصواتهم بالدعوة إلى تدمير القداسة و إلغاء الخطيئة و إحراق التراث، و هاجموا مقدسات المسلمين و على رأسها القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة.

و في عالمنا الإسلامي وجدنا موقفا رافضا مستنكرا لهذه الحداثة الشاذة، يقفه مفكرون محنكون و نقاد متمرسون رأوا في هذه الحداثة اتجاها فكريا أشد خطورة من الليبرالية و العلمانية و الماركسية و كل ما عرفته البشرية من مذاهب و اتجاهات هدامة، ذلك أنها تتضمن كل هذه المذاهب و الاتجاهات، و هي لا تخص مجالات الإبداع الفني أو النقد الأدبي، و لكنها تعم الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على السواء.

و مع ذلك فلا تعني المواقف الإسلامية الرافضة للحداثة الأدبية بمفهومها الغربي، أن الإسلام يغلق جميع الأبواب بوجه الحضارة الغربية و ثقافتها، بل يتبلور من خلال تلك المواقف و غيرها تيار إسلامي يتشبث بعقيدته و تراثه و لغته و مجتمعه بمقابل تيار متغرب يتنكر لكل ذلك مفتونا بحضارة الغرب بجميع أبعادها المادية والمعنوية سواء كانت حقا أم باطلا.

و قد انطلق التيار الإسلامي الإصلاحي في عمله من مبدأين : الأول–هو العودة إلى الذات و إحياء الهوية الثقافية التاريخية و الإسلامية للأمة.

الثاني – يقول بالتعامل الإيجابي مع معطيات التمدن البشري و في الوقت ذاته اتخاذ الحيطة و الحذر في مقابل نزعة الغرب التوسعية و توجهه الإستعماري و انحرافه الفكري و الاجتماعي.

و بهذا يتضح أن منهج النقد الإسلامي يرفض الحداثة الأدبية بمفهومها الغربي الهدام و هو في الوقت ذاته يدعو الأديب الٍإسلامي إلى تفعيل رؤاه و تصوراته الإسلامية بما يسنجم و واقع الحياة المعاصرة ابتعادا عن جميع مظاهر الغربة النفسية السلبية التي يعيشها غيره من الأدباء الأرضيين، و يدعو هذا المنهج كذلك إلى إفادة الأديب الإسلامي من جميع منجزات العصر المنسجمة و حركة الإسلام في تطوير الحياة و إتمام مشروعه الحضاري في إزالة مظاهر الإنحراف و تحقيق التكامل الإنساني.

الملخص EN

The first point that attracts our attention in Modernism, and what followed it, criticize is that they have no definite definition because the definitions that are given for Modernism by the western thinkers and philosophers indicted that there was no agreement upon the concept of modernism in the West itself .Here we are care for modernism not as a literary direction, rather as a conceptual theory that does not interested in the creative movement alone rather it called for revolt against all the political, social and economic aspects .If we want to study the roots of modernism in the West, we have to know that all the intellectual, philosophical, social and literary doctrines that related to the Greek paganism which led to the modernism ambiguity and its characteristics of suspicion and un settlement, the characteristics that all the modernism doctrines had : symbolism, impressionism, expressionism surrealism, ………The research also dealt with the roots of the modernism that reached our Islamic world throughout the missions and delegations that had returned from Europe or by the military or Christian movements.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. 2012. الحداثة الأدبية في ميزان النقد الإسلامي. مجلة اللغة العربية و آدابها،مج. 2012، ع. 13، ص ص. 269-329.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-306928

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. الحداثة الأدبية في ميزان النقد الإسلامي. مجلة اللغة العربية و آدابها ع. 13 (آذار 2012)، ص ص. 269-329.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-306928

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. الحداثة الأدبية في ميزان النقد الإسلامي. مجلة اللغة العربية و آدابها. 2012. مج. 2012، ع. 13، ص ص. 269-329.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-306928

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

يتضمن هوامش : ص. 322-327

رقم السجل

BIM-306928