صورة المجتمع في نظرية الأدب الإسلامي

المؤلف

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي

المصدر

آداب الكوفة

العدد

المجلد 1، العدد 10 (31 ديسمبر/كانون الأول 2011)، ص ص. 215-264، 50ص.

الناشر

جامعة الكوفة كلية الآداب

تاريخ النشر

2011-12-31

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

50

التخصصات الرئيسية

الآداب

الموضوعات

الملخص AR

من المبادئ المهمة في نظرية الأدب الإسلامي، النظر إلى أية ظاهرة اجتماعية من خلال موقعها الحقيقي في سياق النظام الاجتماعي الخاضع للسنن الإلهية الحاكمة لحركة التاريخ و التطور الحضاري، و المرتبطة بسنن الله في الكون عامة، فمن هذه السنن مجتمعة يتكون النظام الكوني المتناسق و المنسجم في وحدة لا تحيد عن خطها المرسوم في لوح الأزل، و من هنا يأتي التفسير المتوازن لحياة المجتمع الإنساني و تطوره التاريخي، الذي لا ينبغي أن يغيب عن تصور الأديب الإسلامي خلال معالجته الفنية لأية ظاهرة من ظواهر المجتمع، ايجابية كانت أم سلبية بالقياس إلى السنن الإلهية المنبثقة من صميم التركيب البشري و من قلب العلاقات و الوشائج و الارتباطات الظاهرة و الباطنة في العالم الذي يتحرك فيه الإنسان.

فهناك توازن بين العوامل المحركة للتاريخ الحضاري و بين إدارة المجتمع التي تعتبر في إطار الفكر الخطوة الأساسية للتحريك.

و بهذا التصور الشامل المتوازن للحياة الاجتماعية، فإن المنهج الأدبي الإسلامي يطالب بإلحاح بأن يعتمد النتاج الفني النظرة الاجتماعية الشمولية و التي يستقصي كافة أبعاد الحياة البشرية.

و بديهي أن هذا المنهج يربط النظرة الشمولية إلى الموضوعات الاجتماعية بالنظرة العقائدية التي يقدمها ديننا الحنيف، فيعمد إلى تركيز الفهم المعنوي للحياة و الإحساس الخلقي بها، ناظرا إلى الحياة الفردية و الاجتماعية بشكل متوازن.

و هذا أساس متين في معالجة الأديب الإسلامي لمختلف الظواهر الاجتماعية و تصوير النموذج الإسلامي المنشود للمجتمع الإنساني بتأكيده على الصيغة المطلوبة لعلاقة المسلم مع مجتمعه بما يعزز الرابطة الاجتماعية بين المسلمين و يسهم في بناء المجتمع الإسلامي المتماسك.

و يختلف الأدب الإسلامي-من هذه الجهة-عن الآداب الجاهلية التي حرصت على ربط الظاهرة الاجتماعية بجزء واحد منها و جعله العامل الأساس الذي يتحكم في توجيه الأسباب الثانوية و تصريفها، فهذه التفسيرات الاختزالية التجزيئية للظواهر الاجتماعية قد شوهت حقيقة رسالة الأدب و جعلتها تتخبط في قضايا وهمية و نظريات باطلة تاركة التصور الشمولي الذي يرد كل المشكلات و الأزمات إلى ذات الإنسان ككل لا إلى جزء من أجزائها.

مقابل هذه التفسيرات الوضعية يجئ التفسير الإسلامي ليوضح أن الفهم الصحيح للقضايا الاجتماعية و العلل البشرية لا يحصل إلا بفحص مصادرها التي تحوم كلها حول انحراف الإنسان عن الصراط المستقيم الذي يتماشى و حاجاته الفطرية و دوافعه الحقيقية ؛ و لذلك يهتم الأدب الإسلامي بالفطرة الإنسانية المحرزة للتقوى بنقائها الأصيل و حيويتها و إحساسها بالمسؤولية أما نظام الكون، فتكون الفطرة السليمة منطلقا لدوافع الحركة و التطور متمثلة بالفساد الروحي و الأخلاقي و من هنا تتبلور النظرة الروحية للأديب الإسلامي في تناوله و تصويره لأية ظاهرة اجتماعية باعتبار أن هذه الظاهرة جزء من الكل الذي تحركه العوامل الروحية و الأخلاقية بالدرجة الأولى، أما العوامل المادية و الاقتصادية فإنها تأتي بالدرجة الثانية.

و لا يميل الأدب الإسلامي إلى السرد النظري و الشرح العقلي لهذه القيم و انما يعتمد طريقة الوصف الواقعي و التمثيل الاجتماعي (أي تصوير نماذج بشرية مختلفة) بغية بيان اجتماعي هذه القيم، أي إمكانية إنزالها إلى الواقع الاجتماعي المعاش.

أضف إلى هذا أن نجاح الأدب الإسلامي في غرس القيم الخلقية الفاضلة في نفوس الأفراد لا يحصل إلا إذا روعيت خصوصيات العصر و ظروف البيئة و مميزات المحيط الاجتماعي في إطار تصور شامل لطبيعة المجتمع الإنساني و علاقته بالله و سننه الجارية في كيان هذا المجتمع و حركته التاريخية و الحضارية، و يتخذ الأديب الإسلامي من هذا المنهج في الرؤية و التصور معيارا صائبا في نقد الظواهر السلبية و استنكار مظاهر الشر و محاولة تصحيح الانحراف في السلوك الاجتماعي من خلال طرح البدائل المصورة في مواقف إنسانية تهز مشاعر المتالقى و توقظ هاجس النقد في عقله و تحفزه نحو التغيير، فلا يكون أدبه مجرد مرآة عاكسة لحياة هذا المجتمع لأن الأدب حين يقتصر على النقد و التسجيل، يفقد جدواه و يتحول إلى ضرب من العبث بل سيكون أداة هدم للبناء الاجتماعي حين ينقل مظاهر القبح و الشذوذ و الشر و يؤكد وجودها كما تعارف على ذلك من يسمون أنفسهم بكتاب الواقعية الذين تمادوا في تصوير مظاهر العنف والجريمة و الجنس و الصراع الطبقي و غيرها من الشرور و القبائح و بالأخص موضوع الجنس و الحب الجسدي و اللذة البهيمية و ما يتبع ذلك من تصورات و انفعالات.

و الأدب الإسلامي الذي يعيش دائما في أكناف القرآن و يتفيأ ظلاله الوارفة يستطيع أن يتحدث عن كل علاقة حب نقية لا فسوف فيها و لا عصيان.

و لا يقتصر موضوع الحب في الأدب الإسلامي على هذه العلاقة المعروفة بين الرجل و المرأة، بل يتسع لعلاقة روحانية تربط أجزاء الكون و أفراد المجتمع بعضهم إلى بعض، فكل علاقة إيمانية يبنيها الإنسان المؤمن مع أبناء جنسه من البشر هي ضرب من الحب كعلاقته بالأب و الأم و الأخ و الابن و الزوج و الصديق و القريب و غيرها من العلاقات، و أن هذا الفيض من الحب الإلهي حين يغمر قلب الأديب الإسلامي و يجري إلى كل زاوية و منعطف من أحاسيسه و مشاعره، يدفع بهذا الأديب إلى إبداع أروع الصور و النماذج الاجتماعية السائرة في طريق الله و سننه الدافعة نحو التقدم و التطور التاريخي.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. 2011. صورة المجتمع في نظرية الأدب الإسلامي. آداب الكوفة،مج. 1، ع. 10، ص ص. 215-264.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-307634

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. صورة المجتمع في نظرية الأدب الإسلامي. آداب الكوفة مج. 1، ع. 10 (كانون الأول 2011)، ص ص. 215-264.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-307634

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. صورة المجتمع في نظرية الأدب الإسلامي. آداب الكوفة. 2011. مج. 1، ع. 10، ص ص. 215-264.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-307634

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

يتضمن هوامش : ص. 258-262

رقم السجل

BIM-307634