الأدب الإسلامي : إشكالية المصطلح و التعريف

المؤلف

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي

المصدر

مجلة مركز دراسات الكوفة

العدد

المجلد 1، العدد 23 (31 ديسمبر/كانون الأول 2011)، ص ص. 122-142، 21ص.

الناشر

جامعة الكوفة مركز دراسات الكوفة

تاريخ النشر

2011-12-31

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

21

التخصصات الرئيسية

الآداب

الموضوعات

الملخص AR

لقد طرحت آراء متعددة حول مصطلح الأدب الإسلامي تراوحت بين القبول و الرفض و اقترح بعضها مصطلحات بديلة، مثل (آداب الشعوب الإسلامية) أو (الأدب المسلم) أو (الواقعية الإسلامية) أو (المعيار الإسلامي) و غيرها.

و قد ناقش بعض النقاد الإسلاميين هذه المصطلحات البديلة فرأوا أنها لا ترقى إلى مستوى الإدراك التأملي العميق في خصوصية مصطلح (الأدب الإسلامي) و رواجه بين المسلمين و غيرهم و دقة دلالته و صدق تعبيره عن محتواه التصويري.

و قد دفعت المسألة الآخر (غير الإسلامي) ألئك النقاد إلى وضع دوائر متمايزة للأدب، يتحدد من خلالها موقع الأدب الإسلامي، فشخص بعضهم ثلاث دوائر أدبية في تحديد مفهوم الأدب الإسلامي و هي : دائرة الأدب الملتزم بالتصور الإسلامي، و دائرة الأدب المباح أو الإنساني، و دائرة الأدب المضاد للتصور الإنساني.

و اقترح بعضهم مصطلح (الأدب الإنساني) أو ( أدب الأبعاد الضمنية) لإنتاج ألئك الأدباء من غير المسلمين، محاولة للتوفيق بين الطرفين المتنازعين في تضييق مصطلح الأدب الإسلامي أو توسعته، لكن رغم تلك المحاولات فقد استقر مصطلح الأدب الإسلامي بمفهومه الاعتقادي الملتزم بمبدأ الإسلام، بل أصبح راسخ القدم في أدبنا المعاصر و حقيقة ثابتة في واقعنا الأدبي، و لم يعد موقف التجاهل و الاستنكار و الجحود و الإنكار، مقنعا و لا مجديا، و قد أصبح الإهمال هو مصير الكتابات المتشنجة التي تعارض الأدب الإسلامي، ذلك المصطلح الطبيعي و المنطقي لما أفرزته القيم الإسلامية من أدب على مر العصور.

و إذا كانت العلاقة بين بعض المدارس الأدبية و الفلسفة التي تنتمي إليها علاقة تبدو أحيانا مخلخلة أو مفتعلة أو متناقضة أو غير مقنعة، فإن علاقة الأدب الإسلامي بأبيه الشرعي الإسلام علاقة عضوية وثيقة لا يمكن فصمها إلا في الفترات الشاذة العصبية في عصور الجهل الايديولوجي و المحن السياسية و الاستعمارية التي أنتجت –على مر التاريخ- أدبا جاهليا يعبر عن (الجاهلية) التي هي حالة تصحب مسيرة الحياة الإنسانية حينما تبتعد عن منهج الخالق البارئ المصور و تتبنى مفاهيم وضعية بشرية.

و مثلما تكون الجاهلية (حالة) و ليست مرحلة تاريخية محددة كما هو معروف، كذلك فالأدب الجاهلي لا يخص أدب مرحلة معينة من التاريخ بل يرافق كل مرحلة تكون الجاهلية سائدة فيها، فهو حالة قد تكون معبرة عن أدب ما قبل الإسلام أو أدب العصر الحديث في أوربا أو في العالم الإسلامي المتأثر بالمفاهيم الأوربية.

و أن مصطلح الأدب الإسلامي –بمفهومه الملتزم- يقف قبالة هذا الأدب الجاهلي معبرا عن (الإسلامية) التي هي حالة لمسيرة الحياة الإنسانية على منهج الخالق سبحانه و تعالى بالتزام مفاهيم الإسلام الإلهة، و ليست هي مرحلة تاريخية محددة بعصر صدر الإسلام أو غيره من العصور بل هي ممتدة في حياة البشر منذ ظهور الإسلام و حتى وقتنا الحاضر، و بناء على هذا يكون الأدب الإسلامي حالة أيضا تعبر عن التزام الإسلام و اتخاذه منهجا في الأدب و إبداعا و نقدا و هذا هو المفهوم الذي استقر عليه مصطلح الأدب الإسلامي في معظم الدراسات النظرية و النقدية التي قدمها النقاد و الأدباء الإسلاميون في العصر الحديث، فهو يمثل نظرية في الأدب و مذهبا في الإبداع الأدبي.

أما فيما يخص تعريف الأدب الإسلامي فقد قدم الباحثون و النقاد الإسلاميون تعريفات متعددة انطوت على ركنين أساسيين، أولهما : التعبير الجمالي المؤثر بالكلمة.

و ثانيهما : التصور الإسلامي للوجود.

و من خلال هذين الركنين تتخذ شخصية الأديب المسلم و عمق إيمانه بمبدأ الإسلام، أساسا في إنتاج الأدب الإسلامي، و هذا ما يجعل الالتزام شرطا في الحكم على إسلامية الأدب، فلا يدخل فيه ما ينتجه الأدباء غير الإسلاميين من أدب يختلط ببعض تصورات الإسلام أو يلتقي معها في جهة من الجهات، إذ يبقى مثل هذا الأدب بعيدا عن حقيقة الأدب الإسلامي، و هذا ما أكده أغلب النقاد الإسلاميين، إذ يلعب الارتباط الوثيق بين نفس الأديب المسلم و إبداعه الأدبي، دورا مهما في استقلال الأدب الإسلامي و تحديد مقوماته الذاتية و عدم انسياقه في تيار التقليد و التبعية الذي جرف معظم نتاجات الأدباء العرب في العصر الحديث رغم انتمائهم الظاهري –بحسب هواياتهم الرسمية- إلى دين الإسلام.

فراحوا يخوضون في أدب الجنس و العنف و العبث و اللامعقول و غيرها من مذاهب الأدب و تياراته الباطلة، و لذلك لا يستطيع الناقد المصنف أن يصف أحد هؤلاء الأدباء بأنه أديب إسلامي أو حتى مسلم هو من التزم بتعاليم دينه و عبر في أدبه من خلال إيمانه العميق و صدر فيما يقول عن نفس مشبعة بروح الإسلام و حقيقته الإبداعية الخالدة، و الأديب المسلم عليه –بجانب هذا- تبعات و مسؤوليات جسام تكون حلقة في عنقه حتى يؤديها بأمانة و إخلاص و تجرد لعل في مقدمتها أن يجعل أدبه أدب بناء لا أدب هدم و ينبوع خير لا شر، و رسالة إصلاح لا تخريب و أن يكون له أثر في الحياة بعد مماته مما يحمده عليه الإسلام.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. 2011. الأدب الإسلامي : إشكالية المصطلح و التعريف. مجلة مركز دراسات الكوفة،مج. 1، ع. 23، ص ص. 122-142.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-307882

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. الأدب الإسلامي : إشكالية المصطلح و التعريف. مجلة مركز دراسات الكوفة مج. 1، ع. 23 (2011)، ص ص. 122-142.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-307882

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

المحمود، عبد الكريم أحمد عاصي. الأدب الإسلامي : إشكالية المصطلح و التعريف. مجلة مركز دراسات الكوفة. 2011. مج. 1، ع. 23، ص ص. 122-142.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-307882

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

يتضمن هوامش : ص. 139-140

رقم السجل

BIM-307882