الأسطورة و استدعاء الرمز في المقامات : المقامة الإبليسية للهمذاني أنموذجا

الملخص AR

يعالج هذا البحث قضية الأسطورة، و استدعاء الرمز في المقامة الإبليسية للهمذاني، و لأن استدعاء الأسطورة و توظيفها في نص أدبي يعد في المقام الأول عملا رمزيا يهدف إلى رصد العديد من الإشكالات التي يمكن معالجتها من خلال الاستدعاء لهذا الموروث الأسطوري ؛ لذا رأيت أن يكون بحثي في المقامات ؛ لأنها تعتمد في الغالب على الجانب السردي، و انتقيت من بينها " المقامة الإبليسية للهمذاني " ؛ نظرا لاستخدامها الجانب الاستدعائي للأسطورة بشكل واضح، كما أنها تميزت بالرمزية، و عدم التلقائية المباشرة في نقل المعنى المراد، مما استدعى التعريف بدءا بالأسطورة، و معرفة أقسامها، ثم كيفية ورودها في القران الكريم معتمدة على تفسير ابن كثير، و تفسير التحرير و التنوير، ثم عرجت على تعريف الرمز، ثم انتقلت بالحديث إلى ذكر لمحة موجزة عن المقامة، و بعد ذلك تناولت الجانب الأسطوري و استدعائه في المقامة الإبليسية معتمدة في هذا على الجانب التحليلي لنص المقامة، و محاولة ربط هذا الاستدعاء بواقع الهمذاني، و أثر ذلك الاستدعاء على شكل المقامة من ناحية شمولية، فلوحظ أن هناك استدعاء لأحاديث ابن دريد، و كذلك لأسماء القرآن الكريم، و استدعاء لنص الحكايا، و قبل كل ذلك استدعى الهمذاني أسطورة شيطان الشعر، و لم يكتفي بذلك بل استدعى بعض الرموز، مثل : (الإبل، و واد خضر)، ثم انتقل للاستدعاء من نصوصه الذاتية، فاستدعى في أبليسيته مقامته الأسودية السابقة لها ؛ كون المقامتين استندتا على رحلة خيالية تهدف إلى استحضار أسطورة : " شيطنة الشعر"، فكلتاهما تدور حول شياطين الشعر، و رؤية الجان، و تبادل الأحاديث، و إنشاد الأشعار معهم.