التسويق الأخضر و أثره في الأداء التسويقي : دراسة ميدانية في مديرية بلدية البصرة

الملخص AR

تشكل الأزمات البيئية التي يعاني منها عالمنا اليوم ضغطا متزايدا باتجاه معالجة تلك الأزمات الناجمة أساسا عن الاستهلاك الفاحش و غير المنظم لكل موارد الطبيعة و ممارستها بأنشطة تسويقية تخلو من أية نوازع اجتماعية أو أخلاقية مما جعل تلك الأزمات التي تتمثل في التغيرات المناخية و الاحتباس الحراري و زيادة الأمطار الحامضية و اتساع ثقب طبقة الأوزون الذي يحمي الأرض من أشعة الشمس في ان تكون دافعا للكثير من الدول و المؤسسات و الافراد إلى دعم و تشجيع و ابتكار السياسات و البرامج التي تؤدي إلى عدم الأضرار أو إلحاق الأذى بالبيئة من جهة و المحافظة على ديمومة و استدامة البيئة من جهة أخرى و الأهم في ذلك هو أن يكون العنصر البشري محركا فاعلا للاتجاهين.

و قد وصل الاهتمام بمعالجة تلك الأزمات لدرجة ان جائزة نوبل للسلام التي تمنح للأفراد و المؤسسات الذين يكافحون ثقافة الحرب و العنف و إفشاء ثقافة السلام منحت عام 2007 لمنظمة متخصصة في معالجة المشكلات المناخية مناصفة مع نائب الرئيس الأمريكي السابق (الكور) لجهودهم المتواصلة بالترويج لمخاطر الاحتباس الحراري و التغيرات المناخية و تلك دالة قوية على ان المشكلات البيئية هي من أهم التحديات التي تواجه الجنس البشري في هذا القرن وردا على تلك الاعتبارات المارة الذكر كنتيجة طبيعية للممارسات التسويقية السيئة ظهر مفهوم التسويق الأخضر في بداية العقد التسعيني من القرن الماضي كاستجابة طبيعية إزاء الممارسات الناجمة عن أنشطة التسويق التقليدية التي أضرت بالبيئة من جهة و بالمكون البشري من جهة أخرى.

و في إطار هذا البحث المتواضع تم تناول منهجية الدراسة و ذلك من خلال المبحث الأول، إذ تم استعراض مشكلة الدراسة و أهميتها و أهدافها كذلك الفرضيات التي اعتمدتها الدراسة و مخطط الدراسة الافتراضي و أساليب جمع البيانات و الأساليب الإحصائية المتبعة في الدراسة.

أما الجانب النظري فقد تم تناوله من خلال المبحث الثاني إذ تم استعراض الجذور التاريخية للتسويق الأخضر و مبررات ظهوره فضلا عن مفهوم التسويق الأخضر و أدائه و مؤشرات قياسه، و تناول المبحث الثالث مناقشة النتائج التي توصلت إليها الدراسة و تحليلها و مناقشتها في جانبها الميداني من خلال تحليل استمارة الاستبانة.

و أخيرا فقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات و التوصيات المهمة التي تضمنها المبحث الرابع.