المسوحات و التنقيبات الأثرية في فلسطين و الوعي لأبعادها منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى الحرب العالميةا لأولى

الملخص AR

شكلت التنقيبات الأثرية ركيزة أساسية و مهمة في مسألة تثبيت الادعاءات الصهيونية بأرض فلسطين أو دحضها، حيث استخدمت منذ قرون لغايات مختلفة من قبل أطراف متعددة، ففي حين ربطت الدول الغربية أطماعها السياسية و الاقتصادية في المنطقة بغاية دينية تتمثل في إثبات ما جاء في التوراة، جاءت الصهيونية لتوظف حلم اليهود في العودة إلى أرض الميعاد و أرض الأجداد لتحقيق مكسب سياسي يتمثل في إقامة دولة يهودية / صهيونية في فلسطين، مع إمكانية توسيعها إلى المناطق المجاورة.

و انطلاقا من ذلك، شهدت فلسطين و البلاد العربية المجاورة-و إن كانت بدرجة أقل-حركة مسح / تنقيب واسعة من قبل البعثات الأثرية الأوروبية بشكل عام و البريطانية على وجه الخصوص.

و لكن هذا الاهتمام و النشاط لم يجد ردة فعل و وعي عربي أو عثماني يماثله بالكم و النوع، و اقتصر الأمر على ردود فعل متفرقة و موسمية لم تنطلق من خطة منظمة، إذ اقتصرت إثارة الموضوع على حوادث معينة و في فترات متفرقة لم تكن تنطلق من وعي منظم بحيث تشن حملة متواصلة على مثل هذه التنقيبات و ما يراد منها.

كما لم يكن هناك وعي لأبعاد عمليات التنقيب، و دور الصهيونية فيها و ما ترمي إليه من توظيف التاريخ لخدمة قضيتهم.