قبائل المغول الأولى : : النشأة و الاندماج و التوحيد (٦١٦ هـ ١٢١٨ م)‎

الملخص AR

شغل تاريخ المغول اهتمام عدد من المفكرين و المؤرخين و الباحثين العرب المسلمين و غيرهم عبر فترات التاريخ.

و يأتي ذلك من باب الأهمية الكبيرة لمنطقة شرق آسيا على نحو عام، و لهذا الشعب المتعدد الأجناس على نحو خاص، إضافة إلى صعوبة الحصول على المعلومات الكافية و الدقيقة التي تتعلق بهم و يمكن الاعتماد عليها في مجال الأبحاث و الدراسات التاريخية للأجيال المتعاقبة التي تركز على هذا الجانب من الأعمال.

و مما تجر الإشارة إليه أن أصل المغول و نشأتهم و موطنهم و تأسيس دولتهم، كل هذه المصطلحات أثارت حفيظة الدارسين و المتخصصين في المنطقة، سواء أكان بالاعتماد على المصادر الصينية أو الفارسية أم الإنجليزية أم العربية ؛ إذ إن جميع النتائج لم تظهر توافقا ثابتا حول ذلك، و إنما تركت الأمور من جانب العرض التاريخي الخالي من التأكيد و التمحيص، و سبب ذلك عدم ثبات هذه المصادر على معلومات مؤكدة حول ذلك.

و من هنا جاءت هذه الدراسة حول القبائل المغولية الأولى في منغوليا، نشأتها و اندماجها و توحيدها ؛ إذ إن منطقة شرق آسيا و منذ بزوغ فجر قرن السادس الهجري-الثاني عشر الميلادي و ما قبل كانت تزخر بعدد من القبائل المتناثرة التي تعود إلى أصول متنوعة شتى كالصينية و التركية و غيرها، و كانت تعيش حياة البداوة و الترحال و تحكم من قبل زعماء تناوشوا مع غيرهم بحروب عدة من أجل فرض السيادة و الزعامة على غيرهم و ديمومة الحياة.

و مع مطلع القرن السابع الهجري-الثالث عشر ميلادي اتحدت مع بعضها بقيادة شاب طموح هو تموجين (جنكيزخان) ؛ إذ شكل دولة جديدة في سنة 603 هـ-1206م هي دولة المغول.

و جاءت هذه الدراسة على النحو التالي : مقدمة، موقع المغول الجغرافي، أصل المغول و نشأتهم، أهم القبائل المغولية، توحيد القبائل المغولية، خاتمة و نتائج، ثم قائمة المصادر و المراجع، و قد خلصت الدراسة كذلك إلى مجموعة من النتائج لمهمة و الحقائق الجديدة، منها أن المغول قبيل لقرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي لم يكونوا يعرفون بهذا الاسم، و كذلك فإن القبائل التي انتشرت حول بحيرة البايكال، التي شكلت في ما بعد نواة دولة المغول كانت مختلفة الأصول و المنابت و منوعة الأديان، و كانت كذلك عرضة للجذب من قبل بعض المبشرين للديانة المسيحية.

إضافة إلى أن آثارا واضحة للحضارة الصينية قد رسمت على ملامح حياة هذه القبائل و معيشتها.