مقارنة الأداء الفكري للمصمم في التعليم المعماري ما بين استخدام الأسلوب الرقمي و الأسلوب التقليدي

الملخص AR

لا نجافي الصواب إذا ما قلنا أن العصر الحالي يعد عصر الحاسوب بمعطياته الرقمية التي أخذت تطغى على معظم الميادين العملية و الاجتماعية و التطبيقية، و هي بذلك تكون قد شكلت لغة جديدة تستخدمها الشعوب في معظم مجالات الحياة.

إن هذا المنحنى المتزايد لاستخدام الوسط الرقمي يأتي كنتيجة لحاجة السوق المتزايدة من أداء هذا الوسط و تقبله لما يطرحه على صعيدي الإنتاج و الاستهلاك، و تحاول الفروع الأكادمية اللحاق بهذا الركب و خصوصا في المجتمعات النامية لسد الفجوة بينها و بين من تقدم عليها هذا المضمار.

و لما كانت العمارة مرآة تنعكس عليها ثقافة الشعوب و نهضتها و تطورها الاجتماعي و التكنولوجي عبر العصور فقد أصبح العمل المعماري مجالا خصبا تتفاعل فيه مختلف الاختصاصات منذ منشأ الفكرة التصميمية و حتى تتكامل بناءا.و أصبح لأدوات و برمجيات الحاسوب دورا واسع في العمل التصميمي سواء أكان ذلك مهد إعداد الأفكار التصميمية و إنضاجها أو كان ذلك في مجال تهيئة تلك الأفكار لكي تكون رسوما تنفيذية للعمل التصميمي.

و رغم محاولة العديد من المدارس التصميمية اللحاق بهذا الركب من خلال إدراج عددا من الممارسات الحاسوبية في مناهجها و تعديل تلك المناهج بحيث تتلائم و ما هو مطلوب من الطالب في مجال مماؤسته للمهنة لاحقا، إلا أن الأمر بدأ و كأنه يتعدى ذلك إلى الحد الذي أخذت فيه ممارسة العمل التصميمي من خلال الوسط الرقمي لدى الطالب تأتي دون النظر مليا إلى ما يمكن أن تؤثر به تلك الممارسات على الإنتاج الفكري لديه.

تعرض هذه الورقة إلى مجا تقويم عملية تعلم التصميم المعماري من حيث أنها تحاول مقارنة الأداء الفكري للمصمم الذي يستغل الوسط التقليدي في العمل التصميمي ضمن مرحلة الأولية و بين الآخر الذي يعمد إلى الوسط الرقمي كوسيلة لإنجاز المهمة التصميمية، بغية الكسف عن تأثير الوسط الرقمي على درجة إنتاجية الفكر التصميمي.