منهج الإمام بن إدريس الشافعي (المتوفى سنة 204 هـ 820 م)‎ في التفسير

العناوين الأخرى

The methodology of al-Emam-Mohammad Bin Idrees Al-Shafe'i (D. 204 A. H.-820 A.)‎ in the- tafseer

مقدم أطروحة جامعية

المخلافي، الواسع عبده هزبر خالد

مشرف أطروحة جامعية

الزقة، عبد الرحيم أحمد

أعضاء اللجنة

الخالدي، صلاح عبد الفتاح
البدوي، أحمد عباس
السامرائي، حسيب حسن

الجامعة

جامعة آل البيت

الكلية

كلية الشريعة

القسم الأكاديمي

قسم أصول الدين

دولة الجامعة

الأردن

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

1999

الملخص العربي

يهدف هذا البحث إلى دراسة منهج تفسير أحد الأئمة العلماء الأعلام المجتهدين، و أكبر العلامات البارزة على طريق التطور الفكري و الحضاري للعقل العربي الإسلامي، و من صدور المفسرين الأوائل، هذا العلم هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشي الهاشمي، إمام المذهب.

ولد الإمام الشافعي سنة مائة و خمسين للهجرة النبوية في بلدة "غزة" من أقاليم فلسطين، و انتقل منها إلى مكة، و فيها تغلم القراءة و الكتابة و حفظ القرآن و الحديث على أساتذتها و شيوخها في الحرم المكي، منهم سفيان بن عيينة، و مسلم بن خالد، ثم خرج إلى باديتها و تعلم اللغة و حفظ الشعر في قبيلة هذيل، ثم انتقل إلى المدينة و تتلمذ لمالك بن أنس إمام دار الهجرة و غيره، ثم انتقل إلى اليمن و تتلمذ لكبار شيوخها، و اجتمع له فقه الحجاز مدرسة أهل الحديث، ثم انتقل إلى العراق و تتلمذ لشيوخها و منهم الإمام محمد بن الحسن الشيباني و أخذ عنه فقه العراق مدرسة أهل الرأي، ثم أخذ ينقل بين العراق و مكة إماما و مؤلفا، فقيها و مفسرا، مفتيا و مناظرا، و مجتهدا مطلقا جامعا بين خيري المدرسين، ثم استقرت به عصا الترحال في مستهل القرن الثالث الهجري في مصر و فيها قضى بقية عمره ناشرا علمه و معيدا النظر في بعض ما كان قد كتبه و شدة الرحال إليه من جميع أقطار الدنيا، و تتلمذ على يديه في مكة و العراق ومصر عدد لا يحصون صار بعضهم فيما بعد من المجتهدين و أئمة مذاهب، و علماء أجلاء حازوا على إمامة الدين و الدنيا في أمصارهم، و مات الإمام الشافعي ”رحمه الله تعالى" في مصر سنة مائتين و أربع للهجرة النبوية.

عاش الإمام الشافعي أعظم العصور الإسلامية قوة و استقرارا سياسيا، و عصر ازدهار الحركة القافية و الحضارية، و تفجر العبقريات و ظهور الفطاحل و الجهابذة من الأئمة المجتهدين في شتى المجالات، و عصر الانطلاقة الهائلة و الانفتاح العلمي الواسع، فكان الإمام الشافعي موسوعة عصره، و مرجعيته، و الشخصية المعبرة عنه بكل ما تحمل منه العبارة من معان حتى اتفق الجميع على قدم علمه و فقهه في أحكام كتاب الله، و إمامته في الفقه و الأصول و الحديث و اللغة و الشعر، و على أولويته في كبر من الأمور لم يسبق بها.

لم يكن للإمام الشافعي تفسير مستقل شامل وضعه بنفسه، و إنما كان تفسيرا مفرقا يختص بنبذ من الآيات القرآنية، أي أنه فسر من القرآن ما له ارتباط بمسألة أصولية أو فقهية حيث أنه فقيه قبل كل شيء، كذلك لم يكن في عهده من فسر القرآن باكورة الشاملة التي ظهرت فيما بعد.

و عليه فتفسيره لآيات الأحكام منثور في آثاره العلمية و مضامين فقهه و أصوله.

لم تكن العلوم قد دونت قبل الإمام الشافعي إلا نادرا و محصورا لأن التعويل في العلوم كان على الحفظ في الصدور قبل الكتابة في السطور، لذلك جاءت مصادره في التفسير روائية سماعية يرويها هو بأسانيدها استقلالا و اجتهادية عقليه، و هي القرآن الكريم و قراءاته، و الحديث النبوي الشريف، و ما يرويه عن الصحابة و التابعين و من بعدهم، و علمه بلغة العرب و مدلولاتها، و قدرته على الاستنباط و رؤيته الذاتية في القرآن الكريم.

عني الإمام الشافعي بالتفسير بالمأثور، ففسر القرآن بالقرآن و السنة الثابتة و أقوال الصحابة و التابعين، مع التزامه بالرواية و السند المشعل الصحيح، و اعتماده على الصحيح الثابت من المتون، لذلك جاء تفسيره بالمأثور على درجة كبيرة من الدقة و الإحكام و الإجادة و الاهتمام و القيمة العلمية و المنهجية.

عرض الإمام الشافعي للتفسير بالرأي المحمول على النقل، فضمن تفسير الآيات القرآنية المباحث اللغوية و الشعرية التي لها ارتباط و أثر مباشر بمسائل أصولية و أحكام فقهية و نتائج تشريعية ضرورية، حتى استطاع بذلك أن يؤسس منهجا علميا للتفسير معتمدا فيه على اللغة و الشعر العربي الفصيح.

تفسير الإمام الشافعي هو تفسير فقهي قبل كل شيء، لذلك جاءت تفسيراته لآيات الأحكام مشبعة بالمسائل و الاستنتاجات الشرعية مع إيراد ما يناظر الآية من الآيات الأخرى و الحديث، و ما يرويه من الآثار عن الصحابة و التابعين و تابعيهم و مشايخه و موافقيه و مخالفيه، مضمنا ذلك المناقشة و الحوار و الاختيار و الترجيح و أساليب القبول و الرد دون تعصب إلا للبرهان و الدليل، حتى ظهر إن الإمام الشافعي له حق السبق العلمي في الكتابة في التفسير الفقهي و بيان آيات الأحكام بهذا الأسلوب المتقدم و الفصيح و المنهجية العلمية المستقلة، و الدراسات الخصوصية المحكمة مع العبقرية و الجدة في الفهم و الاستنباط.

و في مجال أصول الفقه فسر الإمام الشافعي كثيرا من الآيات القرآنية بالأساليب الأصولية الفقهية فكان إما أنه يذكر القاعدة الأصولية أولا ثم يسرد بعدها الآيات كأمثلة أو يذكر الآيات القرآنية أولا ثم يتبعها باستنباط المسائل و القواعد الأصولية بيبين ذلك بالقرآن نفسه، و بالأخبار الثابتة و البراهين العقلية القاطعة بفدرته الاستنباطية الفائقة، حتى صير من جميع الأحكام و الأوامر و النواهي، و ألفاظ العموم و الخصوص و بقية الألفاظ الأصولية و الدلالية اللغوية و هي من مكونات أصول الفقه مددا تفسيرا و معينا لا ينضب في تفسير نصوص القرآن و السنة النبوية الثابتة، و كان في ذلك المؤسس و السابق.

و في مجال علوم القرآن فإن الإمام الشافعي لم يكن له تفسير مستقل-كما أشرنا سابقا-حتى يتناول قضايا علوم القرآن في بداية تفسيره كما فعل ذلك المفسرون من بعده كالطبري و غيره في مقدمة تفاسيرهم، و إنما نجده نثر فرائدها في مضامين فقهه و أصوله و تفسيره للآيات القرآنية المتعلقة بذلك، و لم يكن مصطلح علوم القرآن قد تحدد كما هو عليه اليوم، إلا أن الإمام الشافعي له الفضل الأول في وضع اللبنات الأساسية في نشأة مصطلحه، و قد تعرض في تفسيره لبعض مسمياته و موضوعاته، كالقراءات، و أسباب النزول، و أول ما نزل، و آخر ما نزل و النسخ، و المحكم و المتشابه و غير ذلك.

كان تفسير الإمام الشافعي للآيات القرآنية يقوم على الأخذ بمقتضى ظواهر النصوص، و لم يجنح عن الظاهر إلى الباطن أو الفشل إلا عند تعذر الحجة، و انعدام الدليل فيصير إلى التأويل و تعدد الاحتمالات مع حصل ذلك كله على ظاهر مفهوم القرآن و السنة و الإجماع و القياس عليهما.

تميز تفسير الإمام الشافعي لقرآن الكريم بالاستقراء و التتبع للآيات المناظرة في الموضوع و للأدلة و الآثار في المسالة الفقهية الواحدة، و بالتفسير الموضوعي، و بالأسلوب الحواري و تحري الصواب، و بالواقعية في التفسير، و بتكاملية المناهج و وحدة المعرفة، و بالأصالة في الاتباع و الاستقلالية في الإبداع، و في ظهور القيمة الخلقية و الروحية في منهج تفسيره، و مميزات أخرى.

أفاد المفسرون المتأخرون من تنسير الإمام الشافعي و طريقة تناوله للنصوص القرآنية و كيفية فهمه لها على تعدد مدارسهم التفسيرية، كالطبري، و إلكيا الهراسي، و الزمخشري، و الفخر الرازي، و القرطبي، و ابن كثير، و السيوطي، و غيرهم كثير.

و كان لهؤلاء المفسرين إزاء الإمام الشافعي مواقف تنم عن التعبير عن مكانته و شخصيته العلمية و قيمة منهجيته الفقهية و التفسيرية، تمثلت بالإذعان و الرضا و القبول بما قرر و رجح و اجتهد تارة، و بالدفاع عنه و آرائه في وجه المتحذلقين عليه تارة أخرى.

و هكذا حاولت هذه الدراسة تسليط الضوء على أحد الجذور التاريخية للحضارة الإسلامية و مناهجها، و أبرز أعلام الفقه و تفسير آياته في تاريخ الحركة العلمية و الأدبية في الإسلام، و مجدد الدين في القرن الثاني الهجري، و أبرزت جوانب شخصيته العلمية، و مصادره في ذلك، و منهجيته في التفسير، و في لبعض قضايا علوم القرآن، و قيمة تفسيره العلمية و أهم مميزات ذلك، و قدمت من خلاله أنموذجا تفسيريا منهجيا ساميا جامعا يقوم على الأثر و اللغة و الاستنباط.

و توصي منه الدراسة العلماء و المفسرين عامة و الباحثين و طلبة العلم على وجه الخصوص بارتياب آفاق الإمام الشافعي رضي الله عنه و الاستفادة من منهجه العاصم لهم من الزيغ و الزلل عند تفسير كتاب الله، و الإفادة من طريقة و أسلوب تناوله للنصوص القرآنية و كيفية فهمه لها، و تطبيق ذلك عمليا في واقع تفاسيرهم، بصورة صحيحة و صادقة، حتى تكون نتائجهم العلمية رائدة و مرضية.

و الله المعين.

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

عدد الصفحات

294

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

الفصل الأول : الإمام الشافعي : عصره، حياته، آثاره.

الفصل الثاني : المدخل إلى منهج الإمام الشافعي في التفسير.

الفصل الثالث : منهج الإمام الشافعي في التفسير بالمأثور.

الفصل الرابع : منهج الإمام الشافعي في التفسير بالرأي.

الفصل الخامس : منهج الإمام الشافعي في بعض قضايا علوم القرآن.

الفصل السادس : مكانة الإمام الشافعي في التفسير و أثره في المفسرين من بعده.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

المخلافي، الواسع عبده هزبر خالد. (1999). منهج الإمام بن إدريس الشافعي (المتوفى سنة 204 هـ 820 م) في التفسير. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-309519

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

المخلافي، الواسع عبده هزبر خالد. منهج الإمام بن إدريس الشافعي (المتوفى سنة 204 هـ 820 م) في التفسير. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت. (1999).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-309519

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

المخلافي، الواسع عبده هزبر خالد. (1999). منهج الإمام بن إدريس الشافعي (المتوفى سنة 204 هـ 820 م) في التفسير. (أطروحة ماجستير). جامعة آل البيت, الأردن
https://search.emarefa.net/detail/BIM-309519

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-309519