المضامين الأخلاقية للحكاية الشعبية الموصلية : دراسة اجتماعية-تحليلية

الملخص AR

تعبر الحكايات الشعبية عامة و الموصلية خاصة عن فلسفة بسيطة، بلغة عامية بعيدة عن التكلف، فيها فهم الإنسان البسيط للحياة فهما أوليا، في أثناء بحثه عن التأقلم مع الواقع، و رغبته في تحقيق الطمأنينة و الاستقرار، و إعلاء الأخلاق و إحياء الضمير، و هي فلسفة عمادها اعتبار الفضيلة غاية سامية يجدر الوصول إليها بكافة السبل الواقعية منها و الخيالية، و هي فلسفة لا تخلو من ذكاء و تألق، لها القدرة على التأثير بشكل غير مباشر في البناء و التنظيم الاجتماعي ككل.

فكانت هذه الحكايات الشعبية الموصلية، و عاء رحبا للعادات و التقاليد و المعتقدات، التي تنظم سلوك الفرد و الجماعة، في حياتهم اليومية بما فيها من علاقات، و عداوات، و صراعات، و حب، كما هو حال البشر أنفسهم.

و الحكايات الشعبية الموصلية تغطي مختلف جوانب الحياة، و نظرة الإنسان الموصلي إلى الوجود، و تعامله مع كل ما يحيط به، و يؤثر عليه، خيرا أم شرا، و توجه مسار الحياة اليومية للمجتمع، بعلامات هادية، متعارفة، تسهل حل الخلافات، و إجراء المصالحات.

و قد ارتأت الباحثة إجراء هذه الدراسة للوقوف على الكيفية التي عالجت بها الحكاية الشعبية الموصلية الناحية الأخلاقية في الحياة اليومية لمجتمع الموصل، فكان لها الدور المروض للسلوك الفردي و الجماعي، بطريقة نقدية لمظاهر سلبية حينا، و أخرى تعزيزيه لمظاهر إيجابية حينا آخر.